استيقظت صباحا من نومي على صوت يناديني، وعيناي مغمضتان يصعب علي فتحهما. احترت ماذا أفعل، هل أستمر في نومي أم أغمض وألبي النداء؟. الحمد لله أنني امتلكت القوة ورفعت الغطاء عني، واستجبت لصوت الأذان، وأديت صلاتي في جماعة، فمن الخطأ أن أمتنع عن الصلاة، وأكون مثل أشخاص قادرين على رفع الأثقال ولا يقدرون على رفع الغطاء عنهم والنهوض لصلاة الفجر. ورأيت أنه من الأفضل أن أقرأ القرآن بعدها، ليكون شفيعي يوم القيامة، فمن الخطأ هجر القرآن، وبعدها وجدت أنه من الأصح تناول طعام الفطور، فالأطباء يقولون: يخطئ من يخرج من بيته دون تناول شيء ما. لقد أوصانا الإسلام بالعمل واتقانه، فلذلك أذهب يوميا إلى عملي، متوكلا على الله، متفائلا بإنجاز عملي على أكمل وجه، فمن الخطأ أن أتقاعس أو أتكاسل أو أجلس في البيت ولا أذهب إلى العمل. وعندما تسنح لي الفرصة أفتح هاتفي لأسلم على أبي وأمي وأطمئن على صحتهما، وأكسب رضاهما، ولا أكون من الشباب المستهترين المبتعدين عن بر الوالدين، وخلال يومي أحاول أن أجد من هو محتاج لأتصدق عليه، ولا أكون ممن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم «رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين». وعندما أجد وقت فراغ بعد دوامي لا أجلس في البيت منعزلا عن الناس لأشاهد التلفاز أو برامج الترفيه طوال الوقت، بل الأصح لي أن أذهب لزيارة أصدقائي وأقربائي وعيادة المرضى، فصلة الرحم -فضلا عن أنها واجبة- فهي تجلب الرزق، وإن كنت متعبا، أو تواصل معهم على الهاتف، فمن الخطأ استخدام الهاتف طوال اليوم للألعاب والأخبار، وأغفل عن أقربائي وأصدقائي. وإن ذكرت الناس أذكر محاسنهم وأذكرهم بخير، فالخطأ أن أتكلم عن الناس بسوء، فعندها أكون من أصحاب الغيبة والنميمة، أبعدنا الله وإياكم عنها وحفظنا من كل مكروه.