عقب وصول الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ظهر أمس، إلى قطاع غزة لتسلم مهامها في القطاع برعاية ومتابعة أممية ومصرية، بدأ الفلسطينيون أمس، مسيرة شعبية واسعة مرحبة بالمصالحة الوطنية التي جاءت بعد نحو 11 عاما من الانقسامات. وصرح الحمد الله بعد دخوله إلى غزة أمس، «نعود مرة أخرى إلى القطاع لتعميق المصالحة والوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر وتداعيات الانقسام البغيض، كي نعيد بناء غزة بخطوات ثابتة ومدروسة»، لافتا إلى أن الجميع منخرط ومسؤول في جهود إعمار قطاع غزة. وأشار الحمد الله إلى أن حكومة الوفاق الوطني ستبدأ بتسلم مسؤولياتها ومهماتها في إدارة شؤون القطاع، عقب تشكيل عدد من اللجان الوزارية لمباشرة تسلم المؤسسات والدوائر الحكومية ومهام الأمن، بالإضافة إلى شؤون المعابر والحدود وتحقيقا لوحدة النظام السياسي، لافتا إلى أنه ستتم معالجة القضايا الإدارية العالقة وعلى رأسها ملف الموظفين في إطار اتفاق القاهرة ومن خلال اللجنة الإدارية القانونية وضمن الإمكانات المتاحة. وضع كارثي انتقد الحمد الله الوضع المتدني الذي وصل إليه القطاع بفعل سنوات الحصار والانقسام، وتوالي العدوان الإسرائيلي عليه، مبينا أن هذا الوضع حذرت منه المنظمات الدولية، وأن الاحتلال الإسرائيلي بات يستفيد من إطالة عمر هذا الانقسام، مطالبا إياه برفع الحصار فورا وفتح كافة المعابر والمنافذ الحدودية. وكانت حركة حماس قد أعلنت بعد جهود مصرية الشهر الماضي، حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة، ودعت الحكومة إلى تسلم مهامها في القطاع، فيما وصل وفد دبلوماسي وأمني مصري صباح أمس، لمراقبة تنفيذ اتفاق المصالحة، تمهيدا لوصول رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم قبل توجهه إلى غزة. وبحسب مصادر دبلوماسية، يرتقب أن توجه مصر الدعوة إلى وفدين من حركتي حماس وفتح للاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة قريبا، لبحث الخطوات التي تعقب طريق المصالحة، فيما سيتم توجيه الدعوة للفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة إلى اجتماع في القاهرة للبدء في تنفيذ اتفاق المصالحة وصولا إلى الانتخابات.