حذر مختصون من التشويه الذي بدأ يطال العرضة السعودية ، في ظل المتغيرات وتداخل كثير من الفنون الشعبية، واختلاط الحديث والمبتكر مع الفلكلوري، وظهور رقصات دخيلة لا تمت للموروث الشعبي بصلة، ولا تفسر إلا بالرقص المبتذل. تدريب باجتهادات شخصية قال نائب رئيس فرقة الفنون الشعبية بمحافظة عنيزة صالح محمد الجبري، إن رقصة الحرب والعرضة السعودية تحولت إلى «هز خصر» في المناسبات الشبابية للأسف، في ظل غياب التدريب والاهتمام من قبل المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون الشعبية والجهات التربوية والتعليمية. وأكد الجبري ل«الوطن» أنهم سبق وأن عرضوا فكرة التدريب على العرضة في المدارس ولكن لم تلق تشجيعا، وطالب وزارة التعليم بأن تدخل رقصة العرضة السعودية ضمن الأنشطة اللامنهجية أو ضمن الأنشطة الرياضية وتطبق وفق أصولها، مشيرا إلى أن هذا الفن ينتقل من جيل إلى جيل ويعتمد على وعي المجتمع واهتمامهم به، فهناك أماكن خاصة بالتدريب على أداء العرضة في العديد من المدن والقرى، لا سيما في محافظة عنيزة وباجتهادات شخصية وإمكانات بسيطة. مبينا أن العرضة رقصة حرب بالسيف والبندقة، تنطلق بموجب حركات وصفوف، فالسيف له ثلاث حركات في السابق، وأدخلت حركة رابعة وضع السيف على الكتف وضعية الراحة. حركات دخيلة قال الشاعر فالح الدخنان إن العرضة رقصة رسمية مرتبطة بالمناسبات الوطنية، بالإضافة إلى أنها أصبحت في الوقت الحالي حاضرة في المناسبات والأفراح والأعياد السنوية، تمارسها كل طبقات المجتمع، وهي رمز للوحدة والتلاحم. ولفت الدخنان إلى أنه لاحظ في الآونة الأخيرة تغيرات طرأت على العرضة، وأدخلت عليها رقصات من قبل بعض الشباب تعتبر دخيلة لا تمت للمورث بصلة بدعوى التطوير، دون مراعاة لشروطها وأسسها الشعبية. وطالب الدخنان وزارة الثقافة بإنشاء أكاديميات فنية تدرب الأجيال على الموروث الشعبي، وتكوين جيل يدرك معانيه وممارسته بالشكل الحقيقي. صفة العرضة السعودية عند أداء العرضة السعودية يكون هناك تكرار لأبيات شعرية وأناشيد معينة، يلي ذلك رقص المؤدون عادة برفع السيف وإمالته جهة اليمين أو اليسار مع التقدم لعدة خطوات إلى الأمام، ويكون المنشدون في صف واحد. كما تستخدم أنواع مختلفة من الطبول، تختلف في مسمياتها، إذ تعرف الكبيرة منها ب«طبول التخمير» والصغيرة ب«طبول التثليث». وتشير بعض الدراسات عن العرضة السعودية إلى «أن أداء العازف لا يتوقف عند طرق الطبول وإحداث الوحدة الإيقاعية، بل يتعداه إلى أحد مواضيع علم الإيقاع الحركي؛ إذ يحرك العازف أثناء أداء الضرب جسمه في الاتجاهين يسارا ويمينا في مازورة كاملة تنتهي عندما يتجه إلى الاتجاه الآخر برفع مشط القدم التي توجد في الاتجاه المضاد مع ثني الركبتين إلى الأسفل، وغالبا ما يكون عدد أفراد التخت الإيقاعي حوالي 8 عازفين، وكلما كثر العدد أعطى ذلك دويا ومهابة للعرضة. تراث عالمي أقر الاجتماع العاشر للجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي عُقد في ناميبيا ديسمبر 2015 إدراج العرضة السعودية في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» تحت عنوان «العرضة النجدية - رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية». وهي رقصة يؤديها لاعبون مهرة من حاملي السيوف يتقدمهم قائد ماهر يسمى بقائد السبحة، ويتميز بحركاته وإيماءاته، وعادة ما يكون الرقص على إيقاع الأبيات الشعرية الوطنية.