أثارت حادثة إطلاق نار على عدد من حراس الأمن على مدخل مستوطنة «هار ادار» شمالي القدسالمحتلة أمس، حالة من الهلع والصدمة في الشارع الإسرائيلي، وذلك بعد مصرع عنصري أمن وشرطي، وإصابة رابع بجروح عميقة قبيل مقتل المنفذ برصاص الشرطة الإسرائيلية. وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، أن الفلسطيني نمر محمود جمل، والبالغ من العمر 37 عاما، ينحدر من بلدة بيت سوريك الفلسطينية شمال غربي القدس، ويحمل تصريح عمل في إسرائيل دون وجود أي سوابق جنائية في سجله الأمني. من جانبها، ذكرت الشرطة الإسرائيلية بأن جمل أخرج مسدسا من تحت قميصه وأطلق النار من مسافة قريبة جدا على عناصر الأمن الإسرائيليين ما أدى إلى مقتل الثلاثة وإصابة الرابع، وذلك قبل أن تسارع أجهزة الأمن الإسرائيلية لمداهمة قرية بيت سوريك وتفرض لاحقا حصار مشددا على نحو 4 آلاف فلسطيني يعيشون فيها. إجراءات انتقامية وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم بأنه «صعب»، حيث قال في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية «إن هنالك بعض الأشياء التي يمكن فعلها، من ضمنها هدم منزل المنفذ، وفرض طوق أمني على قريته، إلى جانب سحب تصاريح العمل التي أصدرت لعائلته الموسعة». وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد نفت تلقيها إنذارا مسبقا عن العملية، فيما دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان إلى إعادة النظر في منح تصاريح عمل الفلسطينيين في إسرائيل، في وقت يقدر عدد الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل بنحو 120 ألف شخص. بدوره، دعا وزير الزراعة الإسرائيلي اوري ارئيل إلى تصعيد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ردا على العملية. ردود فلسطينية أصدر المكتب الإعلامي لحركة فتح بيانا أمس، أكد فيه أن دولة الاحتلال الإسرائيلي وحدها تتحمل ردود الفعل الفلسطينية على جرائم الاحتلال ضد انتهاكات حقوق الفلسطينيين، فيما صرح المتحدث الرسمي باسم حركة حماس حازم قاسم بيانا، أشار فيه إلى أن العملية تعد حلقة جديدة في انتفاضة القدس، وتأكيدا على مواصلة العمل على تحرير الأراضي والتصدي لمحاولات تغيير هوية القدسالمحتلة. على صعيد متصل، أوضح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن الحكومة قررت تشكيل عدد لجان وزارية لتسلم المعابر والأمن والدوائر الحكومية ومعالجة آثار وتبعات الانقسام .