في هذه المناسبة تعود بنا الذاكرة إلى الماضي المجيد الذي كابده الآباء والأجداد من صعوبة الترحال والخوف من التنقل من مكان إلى آخر بسبب عدم توافر الأمان والذي يحفظ لهم سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، وما كانوا يعانونه من ضنك العيش وقلة الموارد أو عدم القدرة على استغلال الموارد المتوافرة، فكانوا قبائل متفرقة، وكانت الأرض شاسعة والثروات لم تستغل والخوف مستمرا، فسخر الله لهذه البلاد رجلا أنهى بسيفه وحنكته وحكمه وعدله كل هذه المعاناة، وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه-، والذي ألف قلوب القبائل وجمع شتاتهم وحقن دماءهم بعد أن كانوا متناحرين ومتقاتلين فيما بينهم، وأمن لهم السبل ووفر لهم كل العناصر الرئيسية لبدء حياة متحضرة يحفها التطور ويواكبها التقدم تحت راية التوحيد الخفاقة والتي تعتبر شعار وطننا الشامخ والمبني على أسس متينة يحكمها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. استمرت مسيرة الوطن وتتابع ملوكه كابراً عن كابر حتى عهد العزم والحزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعاد صياغة العديد من المواقف على وجه الساحة الإقليمية والعربية والعالمية بسياساته الفذة ونظرته الثاقبة وشجاعته المعهودة لتكون للمملكة كلمة الحسم في كثير من الأمور دون أن يغفل عن بناء الوطن والمواطن، فوضع لبنة الاعتماد على الدماء الشابة بتعيين الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع، وهو يمثل الشريحة الأكبر من أبناء الشعب، وهم فئة الشباب الذين يعتبرون عماد المجتمعات وعمودها الفقري الذي لا تستطيع بدونه المواصلة أو العمل فقام سموه الكريم باعتماد رؤية المملكة 2030.