في الأيام القليلة التي تسبق بداية كل عام دراسي اعتدنا أن تصل إلينا رسائل من هنا وهناك، بعضها تستهزئ بالمعلم وتعرض به، ولكن على استحياء، وبعضها الآخر تلبس له النقد اللاذع في لباس النصيحة، وآخر لنضحك وثالث لنبكي على حال هذا الجندي، الذي أصبح مع الأسف يخجل من مهنته التي هي مهنة الأنبياء والرسل. وجاء هذا العام مختلفا تماما، حيث أصبح النقد والتجريح للمعلم يأتي من شخصيات رسمية واعتبارية تحمل نفس النقد الذي حملته رسائل الأعوام السابقة، رسائل تنتهك حقوق المعلم الفكرية والشخصية والمهنية، بل وصلت إلى تجريده من الإنسانية والوطنية، والسؤال لماذا كل هذا التحامل والحقد على المعلم؟ هناك تفسيران لا ثالث لهما: الأول أن من اعتدوا على المعلم مؤخرا قد تأثروا بما تناقله عوام الناس وسخطهم على المعلمين والتعليم، والثاني أنهم يوجهون سيوفهم ورماحهم للمعلم ليس من أجل المعلم لذاته وإنما للانتقاص من هيبة المعلم، والبعض الآخر ممن وجد في الفكر الليبرالي ضالته، فقرر أن ينسف البناء الراسخ ليبني بدلا عنه بيت العنكبوت. ولهذا وذاك أقول... هونوا على أنفسكم التعب، واقصروا الخطى فلن تثنونا أبدا عن شرف المهمة، ولن توهنونا أبدا بطعناتكم، فنحن قد عاهدنا الله على إتمام رسالتنا، وصدقنا الله في الوفاء ببيعتنا لولاة أمرنا، وربينا أجيالا تعقبها أجيال على حب الله ثم المليك والوطن، وقدمنا للوطن أفذاذ الرجال وفضليات النساء في كل المجالات بلا تحديد، فكانوا / وكن مضرب الأمثال في الصدق والإخلاص والعطاء، وعند الله سنجتمع ويحكم الله بيننا والله خير الحاكمين.