قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إن قوافل الحجيج وطلائع وفود الرحمن تتقاطر على البيت العتيق من كل فج عميق، وتفد إليه من أصقاع الأرض البعيدة والقريبة، وها هم حجاج بيت الله وعمّاره يتوافدون إلى البلد الحرام يحدوهم الشوق وتدفعهم الرغبة، منفقين في سبيل الله الأموال، تاركين الأهل وفلَذَاتِ الأكباد، غيرَ مبالين بما يلاقونه من المتاعب والمشاق في هذه الرحلة المباركة، مؤملين أن يحظوا بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه). رواه البخاري ومسلم. تمكين وثبات أضاف في خطبة الجمعة أمس، «إن هذا المؤتمر العظيم والجمع الكبير الذي يرفع فيه شعار التوحيد يغيظُ أعداءَ الدين، ويعدُّ عقبة كؤودا في سبيل تحقيق مآربهم ونشر باطلهم وترويج معتقداتهم الفاسدة، لقد شرِقت نفوسُهم وحَصِرت صُدورُهم وعلموا أنهم مهما بذلوا من جهود وأنفقوا من أموال ليصدوا عن سبيل الله ويُخرجوا الناس من دينهم لن يستطيعوا تحقيق بغيتهم، وأنى لهم ذلك وقد جعل الله للمسلمين من أسباب التمكين والثبات والبقاء ما من شأنه أن تضعفَ وتخورَ كلُّ محاولة ووسيلة تسعى لإبادة المسلمين واستباحةِ بيضتِهم». توحيد الله بين غزاوي، أن الأمة تجتمع في الحج على توحيد الله تعالى، تجمعهم رابطة الدين والأخوة في الله، وتتجلى مظاهر الوحدة بكل أبعادها؛ فالحجاج والعمار على دين واحد ويعبدون إلهاً واحدا ووجهتُهم واحدة وقبلتُهم واحدة، وهم أيضاً في هيئة وحالة واحدة، ونداءٍ وهتافٍ واحد، ويقفون في صعيد واحد، ويقومون بأداءِ عملٍ واحد وهم آخرَ الأمر مطلبُهم ومَقْصِدُهم واحد. وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على ساكني البلد الحرام والمقيمين فيه أن يستشعروا النعمةَ التي حباهم الله بها ويشكروه على منته وفضله، وأن جعلهم من أهل الحرم وساكني البلد الحرام، موضحاً أن الحج عبادة عظيمة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات، بل هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وأن على المسلم أن يبادر بأداء فريضةَ الإسلام ويحذر من التراخي والتأجيل والتسويف في أدائها. نعمة عظيمة عدّد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المنافع العظيمة الدينية والدنيوية التي ينالها المسلم بأدائه فريضة الحج فرضاً أو تطوعاً، والثواب الذي يناله الحاج إذا قام بواجبات الحج وأركانه وأعماله مخلصاً النيّة لله وحده. وقال في خطبة الجمعة في المسجد النبوي: «إن الحج إلى بيت الله الحرام كُتب على المسلم البالغ المكلّف في العمر مرة واحدة، وما زاد على ذلك فهو تطوّع»، مبيناً أن من كُتب الله له الحج ووفقه لأدائه فرضاً أو تطوعاً وقام بأعماله كاملة فقد منّ الله عليه بالنعمة العظيمة والمنزلة الرفيعة، والمغفرة الواسعة والأجور المتنوعة، وحقّ لمن تفضّل الله عليه بالحج أن يفرح به أشدّ الفرح.