أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعتة واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام، هذه مكة البلد الحرام أقدس بقعة على وجه الأرض وهي مقصد كل عابد وذاكر فكفاها شرف ورفعة ان اقسم الله تعالى بها في كتابة الكريم فقال ( وهذا البلد الأمين) وجعلها حراماً فأقسم سبحانه فيها فقال ( إنما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها )، والتي حرمها الله على خلقة ان يسفكوا فيها دماً او يظلموا فيها أحدا او يصيدوا صيدها او يقطعوا شجرها وفي هذه الأجواء المباركة يأتي موسم حج بيت الله العتيق الذي جعل الله قلوب الناس تهوي إلية وترق لذكره وتخشع عند رؤيته اجلال لله وتعظيم لشعائرة. وأضاف فضيلته هاهي قوافل الحجيج وطلائع وفود الرحمن تتقاطر على البيت العتيق من كل فجٍ عميق وتفد اليه من جميع اصقاع الأرض البعيدة والقريبة ملبين نداء خليل لله عليه السلام الذي امره الله بقولة ( فأذن بالناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامرٍ يأتينا من كل فجٍ عميق ) وهاهم حجاج بيت الله وعُماره يتوافدون الى البلد الحرام يحدوهم الشوق وتدفعهم الرغبة منفقين في سبيل الله الأموال تاركين الاهل وفلذات الاكباد غير مبالين بما يلاقونه من المتاعب والمشاق في هذه الرحلة المباركة مؤملين ان يحضوا بموعود رسول الله صل الله عليه وسلم بقوله ( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته امة ) وكلما زادوا لهذا البيت زيارة زادوا لهُ شوق ولا يقضون منه وطرى انهم يستطيبون في سبيل الله التعب والمشقة ويستسهلون الصعاب. وبين فضيلته أنه ما أجمل ذلك المشهد وما أعظم تلك الصورة عندما يجتمع المسلمون في موسم الحج في مجمع فريد ليس لأحد من الناس غير المسلمين فأتى المؤمنون هذا البيت عنوان التوحيد ومهوى أفئدة الموحدين مهللين بالتوحيد الذي أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك )، وهم يعلمون بما دلت عليه تلك التلبية من الإخلاص والتوحيد ووجوب أفراد الله وحده بالعبادة والبعد عن اتخاذ شركاء مع الله مقرين أن ربهم سبحانه المتفرد بالنعمة والعطاء والهبة والنعمة لا شريك له وهو المتفرد بالتوحيد لا ند له وذا فان الملبي بهذه الكلمات حقاً وصدقا لا يردعوا إلا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يذبح ولا ينذر الا لله ولا يصرف شيئ من العبادة الا لله. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن هذا الجمع الكبير الذي يرفع فيه شعائر التوحيد يغيظ أعداء الدين ويعد عقبة تؤداً في سبيل تحقيق مآربهم ونشر باطلهم وترويج معتقداتهم الفاسدة فقد شرقت نفوسهم وحصرت صدورهم وعلموا انهم مهما بذلوا من جهود وانفقوا من أموال ليصدوا عن سبيل الله ويخرجوا الناس من دينهم لن يستطيعوا تحقيق بغيتهم وقد جعل الله للمسلمين من أسباب التمكين والثبات والبقاء ما من شأنه ان تضعف وتخور كل محاولة او وسيلة لإبادة المسلمين. وأشار فضيلته أنه تتجلى في هذه الشعيرة أن المسلمين يجمتعون على توحيد الله وتجمعهم رابطة الدين والاخوة في الله وتتجلى مظاهر الوحدة في كل ابعادها فالحجاج والعمار على دين واحد ويعبدون إله واحدا ووجهتهم واحده وقبلتهم واحده وشعارهم واحد وهم أيضا في هيئة وحالة واحده وهتاف واحد على صعيد واحد ويقومون بأداء عمل واحد وهم بأخر الامر مقصدهم ومطلبهم واحد.