بينما أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس أن الطلب العالمي على النفط سينمو بوتيرة أسرع من المتوقعة هذا العام، بما يساهم في تقليص تخمة المعروض، رغم ارتفاع إنتاج الخام في أميركا الشمالية وضعف التزام أوبك بتخفيضات الإنتاج، انخفضت أسعار النفط أمس متأثرة باستمرار المخاوف من تخمة المعروض رغم انخفاض مخزونات الخام الأميركية بأكثر من المتوقع. ويراقب المستثمرون عن كثب تأثير التوترات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية على السوق عموما. وبحلول الساعة 0652 بتوقيت جرينتش بلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 51.62 دولارا للبرميل بانخفاض 28 سنتا أو 0.54% عن الإغلاق السابق. وهذا هو أدنى مستوى منذ الأول من أغسطس الحالي. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتا أو 0.66 % إلى 48.27 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 26 يوليو. لامست أسعار النفط أعلى مستوياتها في شهرين ونصف الشهر الخميس الماضي لكنها تراجعت لتغلق منخفضة نحو 1.5 %، ونزلت أسعار الخام الأميركي عن 50 دولارا للبرميل وسط استمرار المخاوف المرتبطة بتخمة المعروض. المخزونات الأميركية أظهرت بيانات رسمية أن مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، هبطت بمقدار 6.5 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أغسطس الحالي، مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي إلى أعلى مستوياتها في 12 عاما بسبب قوة الطلب. لكن لا تزال هناك شكوك فيما إن كان استهلاك الخام سيصل إلى مستويات تكفي للتخلص من تخمة المعروض، بعدما كشفت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الخميس عن زيادة جديدة في إنتاجها وإن كانت قد رفعت توقعاتها للطلب على النفط في 2018. وقالت أوبك إن إنتاجها زاد 173 ألف برميل يوميا في يوليو إلى 32.87 مليون برميل يوميا. ارتفاع المخزونات تظل المخزونات مرتفعة 219 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات، المستوى الذي تستهدفه أوبك بخفض الإنتاج. كما عدلت وكالة الطاقة الدولية بيانات الطلب التاريخية لعامي 2015 و2016 في الدول النامية لتخفضها 0.2-0.4 مليون برميل يوميا. ونتيجة لتلك المراجعات التاريخية خفضت وكالة الطاقة التقديرات الأساسية للطلب لعامي 2017 و2018 بنحو 0.3-0.4 مليون برميل يوميا، ومن ثم خفضت الطلب على نفط أوبك بنفس القدر. وقالت الوكالة «خفض الرقم الأساسي للطلب في 2017 مع عدم تغير أرقام المعروض في المقابل يترتب عليه انخفاض المخزونات في وقت لاحق من العام بوتيرة أقل مما كان يعتقد في البداية على الأرجح». وجاءت التغييرات في الأساس مع تعديل وكالة الطاقة بيانات الطلب التاريخية لإندونيسيا وماليزيا وإيران بالخفض، في حين عدلت بيانات الهند بالرفع وأبقت على بيانات الصين دون تغيير إلى حد كبير. الطلب العالمي عدلت وكالة الطاقة الدولية أمس توقعاتها لنمو الطلب في 2017 إلى 1.5 مليون برميل يوميا مقارنة مع 1.4 مليون برميل يوميا في تقريرها الشهري السابق، وقالت إنها تتوقع نمو الطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا إضافية في العام المقبل. وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها «لا بد وأن يجد المنتجون ما يشجعهم في الطلب، الذي ينمو على أساس سنوي بوتيرة أقوى مما كان متوقعا في البداية». سياسة الطاقة أضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسة الطاقة «ستتعزز الثقة في أن استعادة التوازن ستستمر إذا لم يبد بعض المنتجين المشاركين في اتفاقات الإنتاج مؤشرات على ضعف عزيمتهم في الوقت الذي يعززون فيه مراكزهم». وتعكف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على خفض الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميا، بينما تعمل روسيا ومنتجون آخرون خارج المنظمة على خفض الإنتاج 600 ألف برميل يوميا حتى مارس 2018 بهدف دعم أسعار النفط. وقالت إن نسبة التزام أوبك بالتخفيضات تراجعت إلى 75 % في يوليو، وهو أدنى مستوى لها منذ بدء العمل بتخفيضات الإنتاج في يناير. وأشارت الوكالة إلى ضعف التزام الجزائر والعراق والإمارات بتخفيضات الإنتاج. الطلب على النفط - ضعف التزام أوبك بتخفيضات الإنتاج وزيادة إمدادات ليبيا يدعمان المعروض - إنتاج غير الأعضاء في أوبك سينمو بقوة في 2017-2018 - السحب من المخزونات قد يتباطأ بعد مراجعة بيانات تاريخية