أكدت وكالة الطاقة الدولية أمس أن الطلب العالمي على النفط ينمو بأسرع وتيرة له في خمس سنوات بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار، لكن تخمة المعروض العالمي كبيرة جدا وستستمر في 2016، مشيرة إلى أن نمو معروض النفط بوتيرة فائقة السرعة سيتجاوز الطلب. واستبعدت وكالة الطاقة الدولية أن تبدأ مخزونات النفط العالمية القياسية في التراجع قبل عام على الأقل، إلا أنها ذكرت أنه لا تزال هناك مساحة لتخزين النفط.كما توقعت الوكالة في تقريرها الشهري نمو الطلب في العامين الحالي والمقبل، وتراجع نمو إمدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في 2016 مع تأثر المنتجين الأميركيين أكثر من غيرهم. وأضافت الوكالة: "بينما بدأت عملية إعادة التوازن بوضوح من المرجح أن يطول أمد العملية، حيث من المتوقع استمرار وفرة المعروض خلال 2016 بما يشير إلى أن مزيدا من المخزونات سيتكدس". وقالت وكالة الطاقة إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.6 مليون برميل يوميا في 2015 بزيادة 260 ألف برميل يوميا عن التقديرات التي نشرتها الشهر الماضي، وعزت ذلك إلى قوة النمو الاقتصادي وارتفاع طلب المستهلكين بفضل انخفاض الأسعار. وأضافت: "تلك هي أكبر طفرة في النمو خلال خمس سنوات، وتمثل ارتفاعا هائلا بعد زيادة الطلب 0.7 مليون برميل يوميا فقط في 2014". كما أشارت الوكالة إلى أن استمرار قوة الاقتصاد الكلي سيدعم نموّاً أكبر من المعتاد بواقع 1.4 مليون برميل يوميا في 2016 بزيادة 410 آلاف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة، مبينة أنه بينما سيسهم انخفاض التكلفة وتحسن الكفاءة في تعويض بعض التخفيضات في الإنفاق من المرجح أن يتلقى الإنتاج ضربة قريبا". وذكرت الوكالة أنها تتوقع تباطؤا شديدا لنمو المعروض من خارج أوبك مقارنة مع المستوى القياسي الذي سجله في 2014 عند 2.4 مليون برميل يوميا ليصل إلى 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام ثم يقل 200 ألف برميل يوميا في 2016 مع تأثر الولاياتالمتحدة أكثر من غيرها. وتشير التوقعات إلى أن استراتيجية أوبك المتمثلة في الإحجام عن خفض الإنتاج وحماية حصتها في السوق بدلا من دعم الأسعار ربما تؤتي ثمارها أخيرا، غير أن الاستراتيجية التي تبنتها المنظمة في نوفمبر الماضي أحدثت وفرة في المعروض العالمي وستستغرق السوق عاما ونصف العام لاستيعاب هذه التخمة. وجاء في تقرير الوكالة: "تظهر بياناتنا أنه بينما ستنحسر التخمة من ثلاثة ملايين برميل يوميا في الربع الثاني من 2015، وهو أعلى مستوى لها منذ 1998، إلا أن الوفرة المتوقعة في المعروض ستستمر في النصف الأول من 2016". وأشارت إلى أنه على افتراض أن إنتاج أوبك سيظل قرب 31.7 مليون برميل يوميا، وهو متوسط الإنتاج في الأشهر الثلاثة الأخيرة في عام 2016، فإن المعروض سيتجاوز الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2015، فيما سيقل الفائض إلى نحو 850 ألف برميل يوميا في 2016، وقد تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من 2016 أول فصل يشهد سحبا من المخزونات.