كشفت إدارة التواصل والعلاقات في وزارة الصحة أن عدد الحالات النفسية التي قدمت لها الخدمات الصحية النفسية في منشآت وزارة الصحة بالمملكة خلال العامين السابقين بلغت 152699 حالة، منها 142033 حالة مراجعة لاضطرابات المزاج الوجداني، و10666 حالة الاضطرابات العقلية والسلوكية. 21 مجمعا ومستشفى للعلاج أوضحت إدارة التواصل والعلاقات بالصحة ل«الوطن»، أن «الخدمات الصحية النفسية قدمت على مدى 6 عقود، وكانت البداية بمستشفى نفسي واحد بمحافظة الطائف، وتوالى بعد ذلك التوسع في خدمات الصحة النفسية، حتى أصبح لدى الوزارة 21 مجمعا ومستشفى للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وأكثر من 100 عيادة نفسية ملحقة بالمستشفيات العامة في جميع مناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى الإشراف والمتابعة الفنية على ما يقدم من خدمات نفسية في القطاع الصحي الخاص»، مشيرة إلى أن هناك العديد من المشاريع التي سيتم تشييدها خلال السنوات المقبلة. مجالس مراقبة أكدت إدارة التواصل في وزارة الصحة على وجود آلية للتعامل مع المرضى النفسيين وعلاجهم بالمنشآت العلاجية النفسية، حيث تم تشكيل مجلس المراقبة العام بقرار من وزير الصحة، ومكون من عدد من الجهات ذات العلاقة برئاسة مستشار شرعي من وزارة العدل، ويتم حاليا تشكيل مجالس للمراقبة المحلية في جميع مدن ومحافظات المملكة، وسيكون تنويم المريض فيها إما اختياريا أو إلزاميا أو إسعافيا. وأضافت أن «هناك عوامل متعددة قد تتسبب في انتكاسة المريض النفسي، ووزارة الصحة لا علاقة لها بها، ومنها ما هو مرتبط عادة بالبيئة المحيطة بالمريض مثل عدم وجود وظائف، وكذلك عدم تفهم الأسرة طبيعة المرض النفسي، ومدى حاجته لمتابعة علاجه بالمنشأة النفسية، والانتظام على تناول الأدوية المصروفة من قبل المستشفى النفسي». كوادر متخصصة بينت الإدارة أن «المريض النفسي يتلقى العلاج بأحدث الطرق العلمية في هذا المجال، وتشرف على تقديم هذه الخدمات كوادر متخصصة ومؤهلة تأهيلا علميا داخلها وخارجها»، لافتة إلى أن العلاج بالقوة الجبرية صدر فيه مؤخرا قرار سام يهدف إلى تنظيم وتعزيز الرعاية الصحية النفسية اللازمة للمرضى النفسيين، وحماية حقوقهم، وحفظ كرامتهم وأسرهم والمجتمع. غياب الأساليب العلاجية قالت استشارية الطب النفسي والخبيرة الدولية بالأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف ل«الوطن»، إن «عدم توفير الأساليب العلاجية المطلوبة لعلاج الاضطرابات النفسية غير الذهنية في المستوصفات والمراكز الصحية يزيد من الضغط على المستشفيات المتخصصة، وهو ما نتج عنه إطالة قائمة الانتظار للمرضى، ووجود بعض العجز في تقديم الرعاية المطلوبة». وأضافت أن «هناك العديد من الظواهر التي تنتاب المريض النفسي ويجب فهمها، والتي تتكون من الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي وانعكاسها السلبي على حياة المريض ومدى تقبل المجتمع له». وأوضحت الصواف أن «الرعاية المنزلية للمرضى أحد أهم الأساليب العلاجية الحديثة والتي أثبتت نجاحها في الكثير من المجتمعات، ولكن هذا المجال يعاني من المحدودية». الشخصية السيكوباتية أبانت الصواف أن «بعض وسائل الإعلام قد تكون سببا في إثارة الضوضاء والخوف في المجتمع فيما يخص المريض النفسي، وذلك بالنشر عن بعض الحالات والجرائم الناتجة عن أمراض نفسية بطريقة مثيرة، إضافة إلى انتشار وسائل التواصل واستخدامها في نقل الأخبار المثيرة، والتركيز على السلوك العدواني». وشددت على «أهمية توضيح حقيقة من يرتكبون مثل هذه الجرائم وعدم الاكتفاء فقط بذكر المرض النفسي، فقد يكون وراء الجريمة الشخصية السيكوباتية التي لم يتفق عليها التصنيف الدولي للاضطرابات النفسية على كونها مرضا أم لا». تأثير المخدرات أشارت استشارية الطب النفسي إلى أن «المخدرات المصنعة والسلائف والتي تتمثل في حبوب الهلوسة والكريستال حيث تسبب اضطرابات ذهنية عند بعض الأشخاص، خاصة ممن لديهم الاستعداد البيولوجي لذلك، مما يجعل الشخص يفقد البصيرة والسيطرة على سلوكياته، الأمر الذي يتسبب بارتفاع عدد الضحايا». ونبهت إلى أن «المخدرات تؤثر على نمو السلوك والقدرات العليا للدماغ، خاصة مع انخفاض سن التعاطي، وانتشار خلط المخدرات مثل الحشيش والهيروين، والتي يتم بمواد كيماوية خطرة تسبب اضطرابات قد يصعب علاجها».