أشاد المسرحيون بالأداء الجماعي لفريق العمل في مسرحية «تشابك»، والتي عرضت في رابع أيام مسابقة عكاظ للإبداع المسرحي، وبالتناغم بين المؤلف والمخرج والممثلين الاثنين والصندوق، فالمسرحية التي كتبها فهد ردة الحارثي، وأخرجها أحمد الأحمري، تتحدث عن الصراع الثنائي داخل النفس الواحدة، ففي البداية تشظت الأمور وانقسمت وأصبحت تجادل بعضها وتناقشها في تكوينها وأمورها وتصرفاتها، فكان يجب أن يجتمعا هنا، لتصفية العالق بينهما، وتنقسم إلى قسمين لنناقش بعضنا في بعضنا، علّنا نصل لنا. توافق قال المخرج المسرحي التونسي الدكتور يوسف البحري، في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، المسرحية جملة تغيرات عبر عنها بتقلبات الصندوق، فالمسرحية هي مسرحية إفراغ الفضاء، الأحداث تتقدم والفضاء يفرغ، كما أن البروشور قائم على قطع البازل، وهو متوافق مع المسرحية في وجود قطع الملابس المعلقة على المسرح، والتي يقوم الممثلان بترتيبها شيئا فشيئا. وأضاف البحري، أن الصندوق أو الطاولة أثار مسائل كثيرة في المسرحية، وهي تحيل المسرحية إلى مسرح الطاولة وهو مسرح العرائس، فالممثلان يخرجان من الصندوق ويعودان إليه، أيضا فكل المسرحية محاولة لتحريك الطاولة وتغييرها، وهي جملة تغيرات طرأت على الطاولة وبالتالي الممثلين. وتساءل البحري عن نوع العلاقة بين الممثل ونظيره، هل هي تواطؤ، أم علاقة شراكة؟ أم محاولة استخلاص شيء من الذات وهو ما يعرف بالتجريد؟، والأخوة القائمة على العداوة تكشف حقيقة ما، وهي ما تبدو عليه في المشهد الأخير، الكل يعود إلى الصندوق وهو العودة إلى الذات والتصالح معها. إشادة جماعية في المداخلات بعد الندوة التطبيقية قال الدكتور سيد إسماعيل، إن العرض شدنا من البداية إلى النهاية، وشاهدنا عرضا ثلاثيا لا نستطيع أن نحدد من تفوق على الآخر، وقال الدكتور منصور الحارثي إن العرض احترافي، وأرى أن المسرحية لم تضع حلا، فلا يوجد صراع بين الإنسان ونفسه، ولكنها حالة تفرضها عليه المواقف، وقال الكاتب المسرحي محمد السحيمي، دائما أحضر أعمال فهد ردة وأحمد الأحمري لأتعلم، ولم أجد أخطاء في هذا العمل إلا الأخطاء اللغوية البسيطة التي وقع فيها الممثلان، وتساءل الفنان راشد الورثان: هل العمل كتب لممثل واحد أم لاثنين؟، مشيرا أن المخرج أبدع واستمتعنا بالعرض.