بالتزامن مع مرحلة التوتر التي تمر بها العلاقات التركية الألمانية، كان آخرها سحب برلين قواتها العسكرية المتمركزة في قاعدة أنجرليك التركية، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أول من أمس، أن واشنطنوأنقرة بدأتا استعادة الثقة في العلاقات بينهما، معربا عن أمله في تحسين هذه العلاقات إلى ما هو أفضل. وأوضح تيلرسون خلال كلمة ألقاها أمام دبلوماسيي بلاده المعتمدين في تركيا، أنه التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، 3 مرات، مشيرا إلى أن أجواء المحادثات كانت أفضل في كل مرة عن سابقاتها. وتأتي هذه المواقف الإيجابية بعد توتر العلاقات أيضا بين الجانبين، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، ومطالبة أنقرة السلطات الأميركية بتسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية، إلى جانب الموقف الأميركي الداعم بقوة للفصائل الكردية التي تقاتل تنظيم داعش في سورية. خلفية الأزمة يأتي ذلك، في وقت دخلت العلاقات التركية الألمانية فصلا جديدا مظلما، بعد أشهر من تصعيد التوتر بينهما، عقب سحب ألمانيا قواتها العسكرية المتمركزة في قاعدة أنجرليك الجوية، واستبدالها بقواعد أخرى في الأردن. وبحسب مراقبين، فإن اللافت في التوتر بين الجانبين، هو تداخل قضايا السياسة الداخلية والخارجية، إذ تنتقد أنقرةبرلين بسبب أنها تتسامح مع أذرع حزب العمال الكردستاني المصنف ضمن قوائم الإرهاب التركية، إلى جانب تقديم الدعم لعناصر تابعة لجماعة فتح الله غولن، وممارسة ضغوط أخرى على المواطنين الأتراك. وفي المقابل، تنتقد ألمانيا الحكومة التركية بسبب ما تسميه انتهاكات ضد حقوق الإنسان، والشرخ في الديمقراطية التركية، وما صاحبه من جدل حول عودة العمل بعقوبة الإعدام، وأنشطة الاستخبارات التركية على أراضيها. استدعاء السفراء بحسب مصادر حكومية، تم استدعاء السفير الألماني من قِبل السلطات التركية نحو 6 مرات منذ مارس الماضي، فيما ساعدت أزمة المهاجرين منذ عام 2015 في إشعال هذه الخلافات. وكانت برلين رفضت السماح للرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإلقاء خطاب أمام أنصاره قبيل عقد قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية، إذ وصف إرودغان هذا القرار بأنه خطأ، متهما ألمانيا بأنها ترتكب انتحارا سياسيا، وتمارس سياسات نازية. ويرى مراقبون أن فتيل الأزمة بين البلدين يتم إشعاله كلما اقترب موعد الانتخابات في كلا البلدين، إذ يسعى إردوغان إلى ضمان فوزه في انتخابات عام 2019، فيما تواجه ميركل امتحانا صعبا لضمان ثقة الناخبين في الانتخابات المزمع عقدها في سبتمبر المقبل. تمركز القوات تصاعد التوتر بين أنقرةوبرلين حول قاعدة أنجرليك الجوية في مايو الماضي، بعد أن منعت السلطات التركية برلمانيين ألمان من زيارة الجنود المقيمين في القاعدة. وتمتلك ألمانيا في القاعدة التركية طائرات استطلاع ونحو 260 عسكريا، يشاركون في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، فيما وضع هذا الرفض التركي المستشارة الألمانية في موقف محرج. كما زاد من توتر البلدين، منع ميركل المواطنين الأتراك المقيمين في ألمانيا من التصويت على عقوبة الإعدام، وقبول ما تسميه أنقرة لجوء عسكريين متورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة. أسباب الخلافات * التعديلات الدستورية التركية * منع نشاطات الحزب الحاكم في ألمانيا * عقوبة الإعدام في تركيا * تدفق المهاجرين إلى أوروبا * إيواء ألمانيا متورطين في الانقلاب الفاشل