قضى مؤذن مسجد الإمام الحسن بن علي -رضي الله عنه- بالجبيل الصناعية 15 عاما لم يفطر مع أهله خلال شهر رمضان المبارك، لارتباطه بتفطير الصائمين في المسجد. وروى المؤذن الشيخ مرعي القحطاني ل«الوطن» قصة إفطاره خلال تلك السنوات ال15 التي قضاها في إعداد وجبة الإفطار للصائمين المرتادين للمسجد، ويعتز الشيخ القحطاني أن وجبة لإفطار تلك التي تجمع عابري السبيل وبعض العمال بالحي خلقت حالة من الارتباط الوجداني الروحي بالمكان والناس، ما فتئ ينمو حتى أصبح جزءا من حياته في رمضان، يستحيل أن يتركه، أو يتنازل عنه من أجل إجابة دعوة للإفطار هنا أو هناك. وأضاف القحطاني أن أهل بيته يشاركونه هذا العمل، فعلا وتعاطفا روحيا من خلال تجهيز بعض الأطباق للإفطار بصورة يومية، الأمر الذي حقق له شرف تفطير الصائمين في بيت الله على مدى عقد ونصف، فضلا يراه محسودا عليه. ويذكر أن هذا اللقاء السنوي استطاع أن يصنع صداقات بين من تجمعهم وجبة الإفطار تلك، حتى أن هناك سائقا غير مسلم بدأ هذا العام يحضر للإفطار، لأنه تلقى دعوة من أحد أبناء جلدته المسلم يجلس معنا وكأنه واحد منا، لا فرق بيننا، بل إننا حريصون عليه لعل الله يهدي قلبه للإسلام. وأضاف الشيخ القحطاني ما يميز الإفطار في مسجدنا أنه يتم تقديمه داخل المكتبة ما يجعل البعض يفضلون قضاء جزءا من ساعات ما قبل الإفطار في قراءة بعض الكتب، ومشاركتنا الإفطار، كما تحتوي المكتبة على جناح للدعوة، وكتيبات بلغات آسيوية لتعزيز مفاهيم الدين لدى بعض العمالة الذي أحبوا المكان، وانتموا له، وأسهم حضورهم الإفطار في تثقيفهم بلغاتهم في أمور دينهم.