تقدم أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن بعدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز جموع المصلين بجامع الملك خالد بأم الحمام للصلاة على فقيد الإعلام الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رحمه الله. وقد أم المصلين في صلاة الجنازة على الفقيد سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. كما شارك في الصلاة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود. وسطّر عدد كبير من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف المحلية أصدق عبارات وجمل المواساة في وداع الراحل، الذي ووري الثرى عصر أمس، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد ووزير الإسكان ماجد الحقيل، ليدفن في مقبرة الدرعية وسط زحام جموع غفيرة من المسؤولين والإعلاميين والمحبين. تعزية خادم الحرمين تلقت أسرة السديري اتصالا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عبّر فيها عن مواساته وعزائه في وفاة السديري، وقال ابن الراحل مازن السديري: «تلقيت مكالمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- كان لها عميق الأثر في نفسي ولبقية أفراد أسرتي»، وأضاف: «في مكالمة عزاء خادم الحرمين وحديث الذكريات، تذكرت والدي -رحمه الله- عندما قال عنه: بأنه لا ينسى من أخلص لهذا الوطن». رحيل الأستاذ تحت عنوان «رحيل الأستاذ»، خصصت صحيفة الرياض افتتاحيتها لتأبين السديري الذي رأس تحريرها 4 عقود، تقول الرياض: «رحيل الأستاذ تركي السديري عنا سيترك فراغا لن يتم تعويضه أبدا، فصاحب النفس النقية والروح البسيطة في تعاملها والعميقة في فكرها، لن يكون بيننا بعد اليوم، لن نسمع صوته المميز مناديا علينا ليعطينا توجيهاته التي كنا نناقشه فيها، فتكون الغلبة لفكره النير ومنطقه الواضح وبُعد نظره الثاقب». رحلة لم تخلُ من المنغصات قال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك في مقاله: «مَرضُ أخي وزميلي وصديقي تركي العبدالله السديري، ثم موته، وقبل ذلك استقالته، فانعزاله، ثم تواريه عن الأنظار، كان ذلك بالنسبة لي صدمة جعلتني لا أفيق منها، كلما تذكرت الرحلة الطويلة من أعمارنا، والشراكة التي جمعتنا على مدى نصف قرن، ويزداد الأمر أسى وشعورا طاغيا من الألم، أن هذه الرحلة لم تخلُ من المنغصات...» تاريخ الصحافة السعودية أكد الكاتب الصحفي بصحيفة الشرق الأوسط، عبدالرحمن الراشد، في مقاله بعنوان «رحيل العميد» أن تاريخ السديري هو تاريخ الصحافة السعودية مضيفا: «بوفاة تركي السديري نفتقد عميد الإعلاميين في السعودية، الذي تبوأ هذه المكانة لنحو ثلاثة عقود، برغبة من الإعلاميين، حيث لم تكن حينها هناك جمعيات ولا رابطة تدافع عنهم. كان يقوم بهذا الدور بذاته، قبل أن يكلف به رسميا في وقت لاحق. وما كان له أن يرتضيه لولا ثقة الجميع به». في وداع السديري وتحت عنوان «في وداع تركي السديري.. إلى (لقاء)» في صحيفة عكاظ، يقول رئيس تحريرها والكاتب الصحفي، جميل الذيابي: كانت الصحافة قدَر أبي عبدالله. وكان تركي السديري فارسها الذي لا يقهره التعب، كأنما خُلق لهذه المهنة، ليرفع رايتها، ويحدد هويتها، وينافح عن مؤسساتها، والعاملين فيها، فقد بدأ المهنة من محرر صغير حتى وصل إلى رئيس تحرير الزميلة الرياض».