بعد ساعات من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي»، جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا في مزاعم التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأميركية، نشر موقع «بيزنس إنسايدر» نص الرسالة التي بعث بها ترمب لجيمس كومي وجاء فيها «رغم أنني أقدر إبلاغك لي - في ثلاث مناسبات منفصلة - أنني لست خاضعا للتحقيق، إلا أنني أتفق مع حكم وزارة العدل بأنك لست قادرا بعد الآن على إدارة مكتب التحقيقات بشكل فعّال»، مضيفا «أتمنى لك التوفيق والحظ الوفير في محاولاتك المستقبلية». وحسب الكاتب بالموقع، جيرمي بيرك، فإن الرئيس ترمب قام بإرفاق رسالته برسائل من المدعي العام جيف سيشنز، ونائب المدعي العام، رود روزنشتاين، اللذان أوصيا بفصل كومي، الذي كان مسؤولا أيضا عن التحقيق في قضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، وكذلك التدخل الروسي في الحملة الانتخابية 2016. من جانبه، قال الكرملين أمس، إنه يأمل ألا يؤثر عزل كومي على علاقات موسكو وواشنطن، معبرا عن الاعتقاد بأن هذا القرار لا صلة له بروسيا. وقال المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف «هذا شأن داخلي تماما بالنسبة للولايات المتحدة وقرار سيادي من الرئيس الأميركي لا علاقة له أبدا بروسيا». وكان فصل كومي قد أثار ردود أفعال واسعة، حيث سارع الديموقراطيون لاتهام ترمب بوجود دوافع سياسية وراء قراره، وشبه بعضهم الخطوة التي أقدم عليها ب«مذبحة ليل السبت» عام 1973، التي أقال فيها الرئيس ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا يحقق في فضيحة ووترغيت. ورأى زعيم الحزب الديموقراطي بمجلس الشيوخ، شاك شومر، أن إقالة كومي خطأ فادح، ودعا إلى تعيين قاض مستقل كي يتسلم التحقيق في قضية التدخل الروسي المحتمل، وأكد أنه في حال عدم حصول هذا التعيين فإنه يحق للأميركيين التشكيك في أنّ قرار إقالة المدير كومي محاولة لخنق القضية.