في مناظرة استمرت لمدة ساعتين وتصدرت فيها قضايا الإرهاب والاقتصاد والتربية والاتحاد الأوروبي، تبادل كل من المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مانويل ماكرون، ومارين لوبان، الاتهامات حول قضايا عدة، وذلك قبل 4 أيام فقط من انطلاق موعد الجولة الثانية. ووجهت لوبان الاتهامات لغريمها ماكرون ووصفته بمرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية، بالإضافة لسعيه إلى التخريب الاقتصادي، فيما رد ماكرون بأن استراتيجية لوبن تعتمد على ترديد الأكاذيب والسعي نحو حرب أهلية، متهما إياها بأنها وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود. وفيما تبادل المرشحان تراشق الاتهامات، حاز الاتحاد الأوروبي على النصيب الأكبر من المناظرة، حيث قالت لوبان إن ماكرون يحتمي بمظلة الاتحاد والمستشارة الألمانية ميركل، ونددت بما أسمته الخضوع لدول الاتحاد، فيما دافع ماكرون عن خطواته وأكد أن فرنسا ليست بلدا منغلقا تعيش بعيدا عن جيرانها. تقدم ماكرون بعد عشرة أيام من حملة شرسة بين المرشحين، لا يزال مرشح حركة «إلى الإمام» مانويل ماكرون يتصدر الدورة الأولى متقدما على مرشحة اليمين المتطرف لوبن، بحسب آخر استطلاعات الرأي. ويرى مراقبون أن الفارق بين المرشحين قد يتقلص مع لوبان التي تتبنى أسلوبا هجوميا، في وقت تختلف أهدافهما بين مؤيد للاتحاد الأوروبي وسياسة الانفتاح، وبين المناهض للهجرة والبقاء داخل أوروبا. وبحسب وسائل إعلام فرنسية، أظهر استطلاع شمل عينة من المشاهدين عقب انتهاء المناظرة، أن 63 % يعتبرون ماكرون أكثر إقناعا مقابل 34 % للوبان، في وقت يسعى المرشحان إلى استمالة المترددين والراغبين بالامتناع عن التصويت، للفوز بانتخابات الأحد المقبل. وكانت استطلاعات رأي قد أجريت مؤخرا، أظهرت أن غالبية الفرنسيين ترفض التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة، في وقت جدد اليمين المتطرف تأكيده على حتمية تنظيم استفتاء شعبي لخروج فرنسا من الاتحاد الأرووبي على طريقة بريطانيا. وحذر رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف مؤخرا، من صدمة جديدة قد يتعرض لها الاتحاد الأوروبي في حال فوز لوبان بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لن يصمد إذا وصل اليمين المتطرف للسلطة في فرنسا.