انطفأت فلاشات الكاميرات حديثها وقديمها، وخفتت الأضواء لتحل محلها شعلات شموع الوداع الخافتة، حزنا لفراق صاحب الكاميرات واللقطات البارعة الإنسانية الهولندي أوسكار فان الفين، الذى غادر الحياة وعالم فن التصوير، بعد قصة عشق مع الكاميرا استغرقت شبابه وشيخوخته، ليفارقها وعمره 87 عاما أول من أمس بحسب مؤسسة باردوكس الهولندية التي أعلنت عن وفاة الفنان المصور في منزله بالعاصمة أمستردام ، ليرحل مخلفا وراءه حزنا وفراغا فنيا فوتوغرافيا وإنسانيا كبيرا. يعرف أوسكار في هولندا بشيخ المصورين، أو مصور الإنسانية، فعدسات كاميراته تلهث وراء كل لقطة ذات أبعاد تتعلق بالمشاعر أو المواقف الإنسانية المؤثرة، وهو بطل تصوير السلاح الجوي في هولندا عام 1978، وصاحب أول كتاب هولندي خاص بالصور الفلسطينية حول حكايات وبطولات الشعب الفلسطيني في أواخر السبعينات، والتي سجلها بعدسات كاميرته، وحمل الكتاب اسم "الفلسطينيون وفلسطين". وعرف بأنه مصور الديمقراطية أيضا، لدعواته من خلال الكاميرا للحرية والتحرر من أىة قيود تكبل الإرادة الإنسانية، بما في ذلك الفقر والأنظمة الديكتاتورية، حتى إن لقطاته وصفت أيضا بالصور السياسية بجانب إنسانيتها. ومن أشهر كتبه التي حملت صوره كتاب "دائرة على الحديقة" والتي ضمت صورا التقطها مذيلة بتعليقات من جان بول سارتر، مارتن هارت، وهوجو كلاوس.