حمل حاج على عاتقه توثيق فيلم قصير يتحدث عن فريضة الحج كاملة لهذا العام في مقطع فيديو على الإنترنت لا يتجاوز الأربع دقائق، يخيّل للمشاهد أنه عمل بسيط لقصره، إلا أنه عمل معقد ويحتاج إلى جهد كبير كما ذكر مخرج الفيلم مهند الكدم. وقال الكدم, الذي يدرس في السنة الأخيرة بجامعة البترول والمعادن, ل"الوطن" "أديت مناسك الحج لهذا العام مع عمل إضافي وهو تصوير الحج وقد كنت أستعين بأصدقائي أحيانا حتى أستطيع موازنة الحج مع التصوير. أطلق الكدم على الفيلم القصير اسم "الحج ... رحلة نقاء" وعرض فيه مناسك الحج بشكل فني تقني عال، واستغرق إعداده خمسة أيام من العمل الدءوب المتواصل الذي استهلك كل موقع مابين 45 دقيقة إلى 90 دقيقة ل 13 موقعا في المشاعر المقدسة. وتميز الفيلم بتصويره الحرم المكي الشريف من ارتفاع يعادل ارتفاع ساعة مكةالمكرمة. وقام الكدم بعرض هذه الصور وإنتاجها بشكل متسارع وجعلها تبدو وكأنها حصلت في دقائق أو ثوان معدودة، وتسمى هذه التقنية في علم الفوتوجرافيا ب time-lapse, وهي تقنية تعتمد على تصوير منظر معين بصور متتابعة لعرض التغيرات الحاصلة للمنظر خلال فترة قصيرة، مستعينا بموزع الصوت من دولة الكويت عصام البني، وبتسهيل وتصريح من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى. يقول الكدم إن الهدف من الفيلم هو عرضه على أكبر شريحة عالمية ليخلق في أذهانهم تساؤلا عن ما هية الحج. وأكد أن الفيلم قد يجعلهم يبحثون أكثر عن الحج والإسلام. وأوضح الكدم أنه استعرض شعيرة الحج بطريقة فنية بحتة دون تفاصيل عن المناسك ودون تغطية كاملة لجميع أماكنه لصعوبة الوصول إليها، وتردي بعض مقاطع الفيديو، مضيفا أن المقطع ليس دعويا أو معلوماتيا لعدم وجود أي شرح يوضح أو يفسر المنسك لأن الفيلم عالمي وليس محصورا في لغة أو شعب بعينه. واعتمد الكدم على أدوات تصوير شملت كاميرات "كانون" الاحترافية وحامل ثلاثي وريموت يختص بالتصوير الثلاثي كان يحملها دائما على ظهره أثناء الحج، رغم أن ازدحام الحجاج أثر على بعض مقاطع التصوير لديه إلا أنها لم تكن عقبات أمامه. وأضاف "الحجاج سببوا ازدحاما لي ظنا منهم أنني مصور من التلفزيون، وأثروا بالفعل على بعض مقاطع الفيديو فقد ظهرت اهتزازات فيها". واضطر الكدم لإقصاء هذه المقاطع من الفيلم لرداءتها .