حذر مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا من خطورة عدم احتواء «ثورة» صناعة الأفلام القصيرة في المملكة وتبنيها من قبل الجهات الرسمية وفتح المجال للشباب المبدع، ودعمهم بكل الوسائل. وقال الملا الذي كان يتحدث في فعالية نظمها مجلس ألمع الثقافي مساء أول من أمس بقرية رجال ألمع التراثية، تحت عنوان «حديث في المسرح والسينما»، بمشاركة الكاتب المسرحي صالح زمانان وإدارة المسرحي نايف البقمي: عندما لا يتم احتواء هؤلاء الشباب سيتجه بعضهم للبحث عن جهات خارج الوطن تدعمهم وتنشر أعمالهم، لكن بشروطها هي وحسب رؤيتها وأهدافها وأجندتها، مؤكد أنه كمتابع ومنظم لأشهر مهرجان سينمائي سعودي أنهى دورته الرابعة قبل أيام، يلمس الإقبال الكبير والمذهل من قبل الشباب السعودي على هذا الفن العالمي، حيث استقبل مهرجان الأفلام السعودية الرابع مئات الطلبات للمشاركة. وهو ما أكده البقمي في تعليق له، أشار فيه إلى عرض قدمه أحد رجال الأعمال من دولة عربية لتبني مهرجان أفلام سعودية في الخارج. تأهيل أكاديمي أكد الملا في حديثه عن اهتمام هؤلاء الشباب بتأهيل أنفسهم أكاديميا، أن الجامعات الغربية تضم الآن الكثير منهم الذي يواصلون دراساتهم العليا في مجال السينما، مشيرا إلى أن أكاديمية واحدة في أميركا تضم وحدها أكثر من 30 طالبا وطالبة، فما بالك بغيرها على مستوى العالم. وانتقد الملا ما وصفه بعرض وزارة الثقافة والإعلام لبعض أفلام الشباب السعودي في الخارج، و«ادعاء» أنها من دعمها وإنتجها وهي في الحقيقة جهد شخصي من الشباب أنفسهم، مطالبا بإيجاد أكاديميات للفنون والأعمال الإبداعية، ومؤكدا أن الاستثمار الحقيقي هو في مجال الفنون. وفي رده على بعض المداخلات التي قارنت بين وضع السينما محليا وما تقدمه السينما الإيرانية من ترويج لبلدها، قال الملا: لا شك أن الإيرانيين يتعاملون مع صناع السينما بازدواجية واضحة بين الداخل والخارج، فعندما يفوز سينمائي إيراني حتى ولو كان من معارضي النظام بجائزة دولية، يقومون بالترويج له بصفته ابن البلد، وفي الوقت نفسه قد يمنع من عرض فيلمه الفائز داخل إيران نفسها. المسرح والثورة الإيرانية بدأ المسرحي صالح زمانان حديثه في الأمسية بالإشارة إلى أن هذه أول فعالية تقام له في منطقة عسير، مشيرا إلى أن المسرح هو «مزاج النخبة ووجدان الجماهير». وقال: «في عموم الجزيرة العربية مازلنا متأخرين في المسرح». وتحدث عن بعض المعوقات التي واجهها المسرح في المشرق العربي، ومن أهمها الثورة الدينية في إيران، ثم ما يسمى بالصحوة، ومن داخل المسرحيين أنفسهم، حيث اضطر بعض المسرحيين إلى عرض أعمالهم في الدول المجاورة. ثم استعرض ما وصفه ب «ممارسات وحروب الأقبية ضد المسرح» ومنها «تهميش المسرح المدرسي على مستوى وزارة التعليم». وأثار زمانان جدلا في هجومه على الرمزية العالية في المسرح المحلي، حيث ذكر أن هذه الرمزية أفسدت الفعل المسرحي في بعض الأحيان، مستثنيا بعض التجارب التي وصفها بالرائدة للمسرحيين فهد ردة الحارثي وملحة عبدالله. من جهته، رفض المسرحي نايف البقمي أن يكون غياب المرأة عن المسرح من معوقات العمل المسرحي، مشيرا إلى أن الرمز ليس عيبا في النص المسرحي، بل هو ضرورة ليشارك المتلقي في تفكيك النص. وفي نهاية الأمسية كرم الشاعر حسن القرني المشاركين بدروع المجلس.