طالب مختصون بتقنية النانو بتوفير فرص وظيفية لخريجي تقنية النانو في ظل حاجة العديد من الجهات البحثية للكفاءات الوطنية المؤهلة واستحواذ الأجانب على العديد من وظائف العقود في تلك المراكز، حسب ما أكده وكيل معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود الدكتور علي الدلبحي ل«الوطن»، مشيرا إلى أن معهد الملك عبدالله لتقنية النانو هو المعهد المتخصص الوحيد بالمملكة، فضلا عن وجود مراكز بحثية لتقنية النانو بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة طيبة وجامعة نجران. وشدد الدلبحي على أن الحاجة ملحة في استثمار أبناء الوطن كون تخصص النانو مرتبطا ارتباطا وثيقا بمختلف العلوم الأساسية كالكيمياء والفيزياء والهندسة والطب والصيدلة، لافتا إلى أن المجال متاح أيضا لالتحاقهم كباحثين في هذه المجالات، معربا عن أسفه أن يكون هناك تخصص بهذا التميز لا تطرح له وظائف وله حاجة في البلد، مطالبا بأن تكون هناك وظائف متخصصة للمؤهلين في تقنية النانو (محاضرون، معيدون، أساتذة مساعدون، باحثون). الكوادر الوطنية قال الحاصل على درجة الدكتوراه في مجال النانو في ذرات الذهب لإنتاج الطاقة المتجددة من جامعة فلندرز الأسترالية الدكتور حسن القحطاني ل«الوطن»، إن اليابان قدمت عرضا له كباحث في تقنية النانو قبل التخرج بثلاثة أشهر، معربا عن أسفه في أن المعاهد اليابانية تستقطب الكوادر الوطنية التي صرفت الدولة على تعليمهم ويتم استثمارهم في الخارج وبلدهم أولى بهم، موضحا أنه تواصل مع مركز الأبحاث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذي رفض بحجة عدم وجود شواغر، وتواصل مع وزارة الخدمة المدنية من أجل وظيفة أستاذ بحث مساعد في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجاء رد وزارة الخدمة المدنية أن الجامعات لم تطلب مثل هذه الوظيفة. ثقافة النانو لفت القحطاني إلى أهمية وجود فروع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مختلف المناطق من أجل نشر ثقافة تقنية النانو الواعدة بخدمة كبيرة للبشرية، وأن تكون هناك مميزات ودعم وتطوير وبحوث وتعاون أيضا من قبل القطاع الخاص من أجل النهوض بمجال الأبحاث، مشيرا إلى أن الدول المجاورة سبقتنا قبل الدول المتقدمة في هذا المجال، مؤكدا أن تقنية النانو تعد فتحا علميا يتجه لها العالم وتسهم في اقتصاد الدول، حيث تصب كل العلوم فيه. متخصصون عاطلون أشار القحطاني إلى تجربة نورة الغامدي الحاصلة على ماجستير في تقنية النانو وأصبحت بائعة الشاورما، وعبدالله الطلحي الحاصل على ماجستير في تقنية النانو وهو يعمل الآن معلما لمادة العلوم في المرحلة المتوسطة، والذي روى عن تجربته ل«الوطن» فهو خريج جامعة الطائف بكالوريوس فيزياء بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وحاصل على درجة الماجستير في تقنية النانو من جامعة فلندرز الأسترالية بشهادة معتمدة ومعادلة من وزارة التعليم العالي عام 2012 عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، موضحا أنه ظل عاطلا عن العمل لمدة سنتين، ثم قدم على وزارة التعليم ورفضوا تقديمه إلا في حالة التوقيع بالتنازل عن درجة الماجستير والتقديم بدرجة البكالوريوس. وأوضح الطلحي أن المشكلة في النظام الذي ينص على أن الوظائف التعليمية التي تقدم عبر الخدمة المدنية عن طريق جدارة، لا يتقدم إليها إلا من لديه مؤهل بكالوريوس، والحاصل على درجة الماجستير يرفع أوراقه لتحديد المستوى، مشيرا إلى أنه راجع شؤون الموظفين في وزارة التعليم بالرياض، وأخبروه بأنه لا يوجد تحديد مستوى إلا لمن ابتعث بإذن وزارة التعليم أثناء عمله بعد التعيين، مطالبا بالنظر إلى آخر مؤهل حصل عليه المقدم.