كشفت مصادر مطلعة في صنعاء ل «اليوم» عن استخدام الميليشيات الانقلابية الحوثية معتقلين أمريكيين دروعا بشرية لتفادي قصف طيران التحالف لمقر مخابرات الأمن القومي في قلب صنعاء، بعد استهداف التحالف بصواريخ ذكية المقر، الأمر الذي دفع الانقلابيين إلى البحث عن وسيلة لوقفها وذلك باعتقال مدير معهد يالي للغات التابع للخارجية الأمريكية وشخص آخر من مساعديه واشارت المصادر إلى ان الميليشيات اتهمت المعتقلين الامريكان بالعمل لصالح مخابرات التحالف العربي كذريعة لاعتقالهم. وحملت الخارجية الامريكية في بيان لها الميليشيات الانقلابية مسؤولية تعرض اي من مواطنيها للأذى وجاء في البيان: «وفي حال تعرض أي مواطن أمريكي احتُجز ظلما في اليمن للأذى، فإن ذلك سيكون مسؤولية تلك المنظمات أو المجموعات أو الأفراد الذين احتجزوهم». ودعت الخارجية الامريكية الميليشيات الانقلابية الحوثية إلى الإفراج فورا عن أي مواطن أمريكي محتجز حاليا. وعبرت الوزارة عن قلقها البالغ باحتجاز مواطنين أمريكيين بغير حق» في مكتب الأمن القومي الذي يُسيطر عليه الحوثيون في اليمن. وجاء في البيان: «هذه الاعتقالات غير مقبولة، وتُخاطر بأي جهود للحوثيين للتأكيد على أنهم محاورون ذوو مصداقية ومسؤولية، وندعو إلى إثارة تساؤلات خطيرة حول التزامهم بالتوصل إلى سلام دائم في اليمن». وميدانيا، تخوض قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية مواجهات عنيفة لليوم الثاني على التوالي مع الميليشيات الانقلابية في محيط جبل لخيضر بمنطقة عسيلان محافظة شبوة وفي محافظة تعز قتل 9 وأصيب 13 من عناصر ميليشيا الحوثي والمخلوع في مواجهات مع أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهة الغربية وجبهة الزنوج وعصيفرة وثعبات شرق تعز. وقصف طيران التحالف معسكر اللواء 63 في بيت دهره صنعاء ب 6 غارات اضافة الى 8 غارات على مواقع متفرقة في مديرية نهم. وفي صعدة استهدف طيران التحالف اللواء 72 مشاة ب7 غارات اضافة الى اكثر من 15 غارة استهدفت مواقع الميليشيات الانقلابية وأطقما عسكرية وآليات عسكرية. كما قصف الجيش السعودي بالمدفعية الثقيلة مواقع الانقلابيين قبالة نجران في حين شنت مقاتلات الاباتشي هجوما عنيفا على مواقع الانقلابيين في ميدي ومصادر اكدت سقوط اكثر من 22 قتيلا من عناصر الانقلاب في هجوم مقاتلات التحالف العربي في صعدة وميدي ونهم. وفي عسيلات قتل 13 من أفراد ميليشيا الحوثي ودمرت آليات عسكرية لهم في غارات للتحالف بمحافظة شبوة. في وقت قال فيه قائد محور العند اللواء فضل محسن العمري: إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من التقدم باتجاه مناطق الذوباب وباصهيب ووادي الجريبة. وأبان أن قوات الجيش الوطني تسيطر على منطقة الشريجة بالكامل بعد نزع كميات كبيرة من الألغام. وكانت مقاتلات التحالف قد قصفت مستودعات المؤسسات الاقتصادية ومعسكر الحفا الخاضعين لسيطرة ميليشيا الحوثي في صنعاء. كما شنت غارتين جويتين استهدفتا معسكر براش جبل نقم، وشنت أربع غارات على مبنى جهاز الأمن السياسي بالحديدة وسط المحافظة. بينما أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على اختطاف أكثر من 600 مدني، من منطقة قعطبة ومناطق التماس بين محافظة الضالع ومحافظة إب اليمنيتين، واتخاذهم دروعًا بشرية في معسكرات الانقلاب، في المحافظة التي تعرضت لغارات نوعية من مقاتلات التحالف. فيما ألقت قوات الأمن القبض على مسلحين هاجموا مبنى سجن المنصورة المركزي بعدن وضبطت سيارتين شاركتا في العملية. دروع بشرية ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصادر محلية في محافظة إب امس، أن الميليشيات اختطفت 600 مدني من المسافرين والمارة عبر خط إب والضالع، والذي يمر شرق المحافظة من مفرق ميتم وحتى نقيل الخشبة المؤدي إلى قعطبة الضالع منذ السبت الماضي. وبحسب المصادر، فإن عمليات الخطف والاعتقال لهذا العدد الكبير من المدنيين في المنطقة، جاءت عقب استهداف مقاتلات التحالف العربي معسكر الحمزة في محافظة إب، بسلسلة من الغارات النوعية التي أدت إلى مقتل العشرات من الجنود والضباط، في المعسكر الذي يعد أحد أهم معسكرات الميليشيات في المناطق الوسطى لليمن. وأشارت المصادر نفسها إلى أن عمليات الخطف والاعتقال طالت المدنيين المنتمين إلى المناطق المحررة، بتهمة أنهم موالون للشرعية والتحالف، حيث تم نقلهم إلى مقر معسكر الحمزة، لاستخدامهم دروعا بشرية في حال شنت مقاتلات التحالف غارات جديدة عليه. على صعيد ذي صلة، نظم ناشطون في مجال حقوق الإنسان زيارات ميدانية إلى اليمن ونقلوا شهادات صادمة عن حجم الانتهاكات الخطيرة، التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وعرض الناشطون الأعضاء في مركز جنيف للعدالة على منظمات دولية أفلاما تبين تحويل الميليشيات المدارس إلى سجون ومعسكرات، لتجنيد الطلبة القاصرين وتدريبهم. وناقش خبراء حقوقيون الكارثة الإنسانية في اليمن، ولاسيما انتهاك حقوق المرأة والطفل وتحويل أكثر من ألفٍ وستمائة مدرسة من قبل الانقلابيين إلى مخازنَ للسلاح وسجون لمعتقلي الرأي ومعسكرات لتدريب الطلبة القاصرين وزجهم بساحات القتال. وناقشت ندوة ثانية الربيعَ العربيَ وحقوق الانسان اتخذت من اليمن نموذجا، ورغم إشادة المشاركين بالتجربة التونسية فإن العديدَ من الناشطين الحقوقيين سجلوا انتهاكاتٍ خطيرة لحقوق الإنسان في تونس واليمن. كما قدمت دراسات ميدانية صادمة عن الأوضاع ما بعد الربيع اليمني من خلال ازدياد حالات التعذيب والإخفاء القسري والاختطاف وابتكار طرق جديدة ومبتكرة لتعذيب نشطاء ِالرأي الآخر، منها الحرمانُ من النوم والمنعُ من الاغتسال لعدة اشهر وربط العيون واطلاقُ النار عشوائيا، وهي شهاداتٌ تم توثيقُها من قبل الراصدين لانتهاكات حقوق الانسان في اليمن. استئناف التهدئة من جانبه طالب المستشار العسكري لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤول إصلاح قطاعي الأمن والدفاع اللواء الركن المتقاعد محمد سليمان فرغل، أطراف النزاع في اليمن، بالعمل على تثبيت الأمن والاستقرار واستئناف التهدئة ووقف إطلاق النار والعمل على إدخال المساعدات إلى المدن المحاصرة تمهيدا لحل سلمي يرعى حقوق اليمنيين ومصالحهم. وجدد المسؤول الأممي خلال لقائه في مدينة الرياض نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن صالح، حرص الأممالمتحدة على التوصل إلى حل سلمي في اليمن وإدانة جميع الأعمال العسكرية والخروقات من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، مشددا على ضرورة احترام الاتفاقات والمواثيق الدولية بشأن اليمن ومنها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وثمّن اللواء فرغل، التنازلات التي قدمتها الحكومة اليمنية حرصا منها على إنجاح مساعي الأممالمتحدة، وما تتمتع به الروح المسؤولة لها. وأطلع نائب الرئيس اليمني، مستشار المبعوث الأممي على خروقات الانقلابيين منذ إعلان التهدئة، واستغلالهم لوقف إطلاق النار من قبل القوات الموالية للشرعية ووقف الغارات الجوية من قبل التحالف العربي، وسعيهم الحثيث للتقدم في أكثر من جبهة واستحداث جبهات أخرى واعتداءات على المناطق الحدودية للمملكة العربية السعودية، بالتوازي مع استمرار حصارهم وقصفهم للمدن ومنها مدينة تعز وقتل المدنيين والتضييق وممارسة الانتهاكات والجرائم البشعة بحق اليمنيين في كل المدن التي يسيطرون عليها. وجدد المسؤول اليمني، التأكيد على رغبة الحكومة في إحلال السلام واستئناف العملية السياسية وفقا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، التي تحظى جميعها بإجماع محلي ودولي. وأشار إلى أن حجم التنازلات التي قدمتها الشرعية وحسن النوايا التي ظهرت في كل جولات المشاورات التي قادتها الأممالمتحدة والتي كان آخرها مشاورات الكويت، كشفت مقابل ذلك زيف وادعاءات ومماطلة الانقلابيين ورفضهم لكل الاقتراحات المقدمة لحل النزاع. تصاعد الرفض وفي السياق، تواصل الرفض الشعبي والفئوي لممارسات الانقلابيين في العاصمة وفرضهم استقطاعات من قوت المواطنين لدعم مجهودهم الحربي، حيث أعلنت نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء رفضها أية استقطاعات غير قانونية من مستحقاتهم لدعم البنك المركزي.