استضاف مجلس ألمع الثقافي أول من أمس في مقر المجلس بقرية رجال ألمع التراثية، الروائي جابر مدخلي في قراءة لروايته «إثبات عذرية» أدارها القاص حسن آل عامر، بحضور أعضاء المجلس والمذيع في إذاعة جدة مهدي السروري وعدد من المهتمين. حيث بين مدخلي أنه بدأ منذ صغره في تحويل الحكايا إلى أوراق ذهنية ليكتشف فيما بعد أن تلك الحكايات تتحول إلى أساطير من حوله فكان صوت جده وجدته، ثم أمه مكتبته الصوتية المجانية. منع رواية مجاعة أكد مدخلي أنه لم يتخيل أن روايته «مجاعة» ستخرج للنور وأن دارًا من دور النشر ستقبل بنشرها، وأنه سيصبح أبًا لأفكاره التي ظلت لسنوات أوراقًا ذهنية، لكن هذه الرواية خرجت في معرض الرياض الدولي للكتاب في عام 2013، وتم حجبها في 2014، ومع أن منعها أحدث عنده بعض الانفعالات، وظهرت له أحاسيس بأن زمن الرواية الذي بداخله بدأ ينفصل عنه، وأن ذلك الحبل السري الذهني الذي مده (بمجاعة) المحكوم عليها بالمنع لن يعرض روحه وقدرته الإبداعية على أنامله من جديد، لأنه شعر بأن تجربته تهدم، حتى ولدت روايته الثانية «إثبات عذرية» التي فسحت في ظرف أسبوع. موضحا أنه لا ينتظر من وراء الكتابة غير أن يوفق في قراءة عالمه ومجتمعه، ومحاولة التلفظ عن نواياه بدعة أحياناً. لغة شعرية قال الروائي إبراهيم شحبي إن جمال رواية «إثبات عذرية» كان في تناولها الأحداث الصغيرة بلغة مباشرة غير سطحية، إلا أنه يعيب عليها أنها تناولت الأحداث بلغة بلاغية عالية، أجملت الكثير من القضايا في إشارات موجزة تدل على عدم اشتغال الكاتب بها، وإنما وردت عرضًا كتحولات القرى في جازان بسبب النفط واحتلال العراق لدولة الكويت، مضيفا أن الرواية نحت منحى وعظيًا، كما أن لغة شخصيات الرواية في مجملها جاءت بلغة شعرية تتناقض مع واقع تلك الشخصيات البسيطة، وأن هناك مبالغة في الهوامش إذ لا مبرر روائيًا للتعريف التاريخي ببعض الشخصيات الدينية كالقرعاوي، والحكمي والنجمي، وغيرهم. وصفية مغرقة رأى الكاتب والقاص يحيى العلكمي أن الرواية احتفت بالوصفية المغرقة، والتداعي المتمهل عبر شحذ المعجم اللغوي وقسره على سياقات مجازية وانزيحات مبتكرة هوت بفنية السرد وأعاقت حركته، وأهملت لب الحكاية. مضيفا أن النص أخذ على عاتقه ألا يختلف عن تلك النصوص المتقصدة لوضع إطار حسي غرائزي، يمر في أحايين كثيرة بصورة غير مبررة، تنبئ عن عاشق بوهيمي، الجسد بغيته وليس غيره، وفي نهاية المحاضرة قدم عضو مجلس ألمع الثقافي محمد غريب درع المجلس للروائي جابر مدخلي