ردت الحكومة الإسرائيلية التي لم تتوقع التجاوب الكبير من الأسرى الفلسطينيين لدعوات الإضراب عن الطعام بهذه الصورة الواسعة، بخمس خطوات هستيرية في محاولة لإنهاء الإضراب الذي دخل فيه أكثر من 1300 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل، حيث سارعت إلى عزل قادة الإضراب، وعلى رأسهم القيادي وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مروان البرغوثي، كما زعمت أن الإضراب موجه بالأساس ضد القيادة الفلسطينية، إضافة إلى قيامها بمعاقبة الأسرى وذويهم، بوقف الزيارات إلى أجل غير مسمى. وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان، رفض الخوض في أي مفاوضات مع الأسرى، فيما دعا وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، إلى تطبيق عقوبة الإعدام ضد المعتقلين الفلسطينيين. تفاعل شعبي أشارت مصادر فلسطينية إلى أن مزاعم الاحتلال بأن الإضراب موجّه بصورة أساسية ضد القيادة الفلسطينية يهدف إلى كسر الروح المعنوية للأسرى، وأيضا لكسر التفاعل الشعبي الواسع جدا وغير المسبوق مع الإضراب. وتفاعل الشارع الفلسطيني بشكل كبير مع الإضراب، فتم تنظيم عشرات الاعتصامات، خاصة قبالة مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما اشتبك فلسطينيون مع قوات الاحتلال في عدد من المحاور. وقال محامي البرغوثي، إلياس صباغ، إنه تم نقل البرغوثي إلى العزل الانفرادي، في سجن الجلمة، عقابا له. وسيلة سلمية يقول الباحث بمركز الأسرى للدراسات، رأفت حمدونة، «الإضراب المفتوح عن الطعام، أو ما يعرف بمعركة الأمعاء الخاوية، أو المعركة الإستراتيجية في السجون، هو امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية، باستثناء الماء وقليل من الملح، وهو يعد من الوسائل السلمية الاحتجاجية منذ قديم الزمان. وتعتبر هذه الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها المعتقلون، لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة، جسديا ونفسيا، ووصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم، ويلجأ الأسرى إلى مثل هذه الخطوة بعد نفاد كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين». وهاجمت الحكومة الإسرائيلية إضراب الأسرى، وقالت في بيان «الأسرى الفلسطينيون ليسوا معتقلين سياسيين، إنهم إرهابيون وقتلة مدانون، تم تقديمهم للقضاء ويعاملون بشكل ملائم، طبقا للقانون الدولي».