شيع في العاصمة الأردنية عمان أول من أمس جثمان المؤرخ العراقي عبد العزيز الدوري عن 91 عاماً أمضى أكثر مِن نصفها في الأردن، ودُفِن في مقبرة سحاب بشرق عمان. وُلِدَ الدوري في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين عام 1919 وتعلم في مدارسها الابتدائية وحفظ فيها القرآن الكريم ثُم أكمل الثانوية في بغداد وبعدها تم ابتعاثه إلى العاصمة البريطانية وهناك حصل على شهادة البكالوريس في التاريخ مِن جامعة لندن عام 1940، وعلى الدكتوراه مِن الجامعة نفسها عام 1942 وقد كان عنوان أطروحته "تاريخ العراق الاقتصادي للقرن الرابع الهجري" التي تناولت الحالة الاقتصادية في الدولة العباسية. بعد عودته إلى بغداد عُيِّن مدرساً للتاريخ الإسلامي في كلية التربية بجامعة بغداد، ثم رئيسا لجامعة بغداد للفترة مِن 1963-1968. في عام 1968 انتقل إلى عمان ليقوم بتدريس التاريخ بالجامعة الأردنية. عمل أيضاً أستاذا زائرا في جامعة لندن بين سنتي 1955 1956 وأستاذا زائرا في الجامعة الأمريكية في بيروت 1959 1960. قدَّم الدوري في مؤلفاته صورة جديدة للتاريخ العربي الإسلامي وذلك بدمجه لأصالة البحث التاريخي في مؤلفات المؤرخين العرب القدماء مع أدوات التحليل والبحث. في عام 1945 أصدر "مقدمة في تاريخ صدر الإسلام" الذي نظر إليه النُقّاد على أنه رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي جمع فيها العوامل المُختلفة التي أسهمت في تطور التاريخ الإسلامي. قدَّم الدوري صورة أكثر وضوحاً لأزمات التاريخ الإسلامي وعلى رأسها الفتنة الكُبرى التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان (رض) والنزاع على الخلافة التي أعقبت الفتنة. وتناول في كتابه "مُقدمة لتاريخ الاقتصاد العربي" تطوُّر الاقتصاد في بدايات الدولة الإسلامية. مِن أشهر كتب الدوري "الجذور التاريخية للشعوبية" (بيروت 1962) الذي أثار جدلاً كبيراً.