فيما أبدت إيران على لسان رئيس الشؤون الإستراتيجية في معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية مصطفى زهراني، انزعاجها من سياسة الأسد التخاذلية تجاهها والاستناد بشكل كامل على الدعم الروسي، أجبرت قوات النظام السوري أمس، فصائل المعارضة المسلحة في ريف حماة على التراجع بعد استخدام السلاح الكيماوي ضدهم، الأمر الذي دفعهم إلى خسارة المناطق التي سيطروا عليها خلال الأسبوع الماضي. ونقل نشطاء ميدانيون تصريح النقيب في الجيش الحر مصطفى معراتي، قوله إن الأسد استخدم كل من غاز الكلور والأعصاب والزومان المحرمة دوليا، في قصفه الجوي لمناطق ريف حماة الشمالي مؤخرا، لافتا إلى أن المقاتلين تراجعوا إلى قاعدة الانطلاق لتجميع القوى وشن هجمات جديدة. وأشار معراتي إلى أن خسائر النظام والميليشيات كبيرة، لكنهم يتكتمون على أعداداها خوفا من تراجع معنوياتهم.
اعتراف نادر اعترف الدبلوماسي السابق الذي تقلد نائب السفير الإيراني في الأممالمتحدة بين عامي 2000 و2004 مصطفى زهراني، بأن بلاده تفتقر إلى إستراتيجية تمكّنها من الخروج من الحرب السورية المتورطة فيها. وأوضح زهراني في مقال كتبه بموقع «ديبلوماسي إيراني» الإلكتروني، أن الشعب الإيراني كان متفائلا عند دخوله الحرب السورية، بإمكان سرعة حسمها لمصلحة النظام، وأن العدو الذي يقاتلونه ضعيف، ويمكن هزيمته بشكل عاجل، في وقت رأى مراقبون أن هذه التصريحات تعدّ من المرات النادرة التي ينتقد فيها مسؤول إيراني سياسة حكومته الخارجية.
تورط كبير أضاف زهراني أن المشكلة التي ستلاحق إيران هي عدم إيجاد إستراتيجية واضحة للخروج من الحرب السورية، مبينا أن الروس يملكون هذه الإستراتيجية، بسبب أن دورهم اقتصر على المشاركة الجوية، بعكس إيران المتورطة بحرا وبرا في الأزمة، فضلا عن التكاليف الباهظة التي تدفعها للتدريب وتسليح الميليشيات ليس فقط في سورية، وإنما في دول أخرى أيضا. وأوضح زهراني أن الأسد أدار ظهره لإيران، من خلال تعويله على الدعم الروسي الجوي والدبلوماسي المتواصل، مبينا أن الأهداف الروسية في سورية تحققت بشكل كبير، ويمكن أن تبدأ موسكو بالتفاوض مع واشنطن وإسرائيل حول تهميش الدور الإيراني، والتركيز على طرد ميليشيا حزب الله من سورية، فضلا عن منعها من إقامة قاعدة عسكرية على الحدود الإسرائيلية، مؤكدا أن روسيا لا تعارض هذه السياسة، ما دامت تتماشى مع مصالحها. وتأتي هذه التصريحات، بعد صرف النظام الإيراني كل ثقله العسكري والاقتصادي لدعم نظام الأسد طوال 6 سنوات من الحرب السورية، واستجلاب مرتزقة عراقيين ولبنانيين وأفغان وشيشانيين يقاتلون ضمن ميليشيات متفرقة في مختلف المحافظات السورية، فضلا عن دعم خزينة النظام بمليارات الدولارات سنويا، خشية انهياره.