أكدت مصادر محلية عراقية أن عدد القتلى في حي الموصل الجديدة بمدينة الموصل بلغ نحو 700 شخص سقطوا في القصف الجوي الذي تعرض له الحي قبل أكثر من عشرة أيام، مشيرة إلى أن عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض لا تزال متواصلة، حيث إنها لا تتناسب مع حجم الدمار بسبب قلة الإمكانات المادية لرجال الدفاع المدني. وتناقل نشطاء ميدانيون حجم الدمار الهائل الذي أصاب الحي، حيث تم تدمير شوارع وأزقة بالكامل جراء القصف الذي شنته مقاتلات التحالف الدولي قبل نحو أسبوعين، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن عدد الضحايا المدنيين المرتفع في الموصل يعتبر مؤشرا على أن قوات التحالف الدولي فشلت في اتخاذ تدابير مناسبة لمنع سقوط ضحايا مدنيين. وكان جنرال أميركي قد صرح مؤخرا بأنه من الصعب الحفاظ على المعايير المرتفعة للغاية لتفادي سقوط ضحايا مدنيين في مدينة الموصل، مؤكدا أن الجيش الأميركي بدأ تحقيقا رسميا في انفجار الموصل يوم ال17 من الشهر الماضي والذي أودى بحياة عشرات المدنيين. خطوة نادرة أعلن البنتاجون أمس عزمه نشر صور وتسجيلات مصورة تدين تنظيم داعش وتسببه بمقتل عدد كبير من المدنيين، بعد أن زج بهم داخل مبان سكنية وسط مدينة الموصل القديمة، في الحادثة التي تعرف ب«مجزرة الموصل». وبحسب مراقبين، يعد إعلان البنتاجون أحدث رد أميركي على اتهام التحالف الدولي بالتورط في قتل عشرات المدنيين في ضربة جوية غرب الموصل، في وقت أقرت واشنطن مؤخرا بدور التحالف جزئيا في الانفجار الذي وقع في السابع عشر من مارس الماضي. ولا ينشر البنتاجون عادة تسجيلات مصورة عن مواقع العمليات، لكنه اضطر لذلك مؤخرا بعد نفيه ضرب مسجد في سورية، وعرضه صورة من الجو تظهر المسجد سليما. كما يسعى التحالف لرفع السرية عن تسجيل مصور يدين داعش بمقتل مدنيين بجمعهم بالقوة داخل مبنى في حي الموصل الجديدة. تضامن دولي دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من العراق أول من أمس، إلى تضامن دولي أوسع مع أهالي الموصل، منتقدا عدم وجود موارد ضرورية لدعم النازحين، بالإضافة إلى الافتقار إلى التضامن الدولي المطلوب. وأعلنت الأممالمتحدة الأربعاء الماضي أن 231 ألف شخص نزحوا من المناطق الغربية لمدينة الموصل منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المناطق من تنظيم داعش في 19 فبراير الماضي، وحذرت من تداعيات تزايد عدد النازحين.