فيما وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى الرياض أمس مختتما زيارته إلى الصين، أكدت الرياضوبكين في بيان ختامي على تطابق وجهات نظر البلدين في مختلف القضايا التي تم بحثها، وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا على تفعيل الشراكة الإستراتيجية بينهما، وأهمية تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، وحل القضية السورية وفق مخرجات اتفاق جنيف1. وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس إلى الرياض عقب جولة شملت كلا من: ماليزيا، والجمهورية الإندونيسية، وسلطنة بروناي دار السلام، واليابان، وجمهورية الصين الشعبية. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين عند سلم الطائرة فور وصوله بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالقطاع الأوسط، صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، والأمير تركي بن محمد بن فهد، والأمير سلمان بن سلطان بن سلمان، والأمير عبدالمجيد بن عبدالإله، والأمير فيصل بن أحمد بن سلمان. وكان البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للصين، أمس أكد على تحقيق الأمن والاستقرار إقليمياً وعالميا، مشددا على أهمية تحقيق حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وقال البيان إن المملكة تثمن الجهود المبذولة من الجانب الصيني في هذا الشأن، كما يقدر الجانب الصيني عالياً مساهمة المملكة في سبيل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وحسب البيان، أكد الجانبان على أهمية وضرورة إيجاد حل للأزمة السورية على أساس بيان جنيف -1، وقراري مجلس الأمن رقم «2254» و«2268»، وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين في الداخل والخارج، كما شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم «2216»، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن، كما عبرا عن دعمهما لجهود مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى اليمن للتوصل إلى حل سياسي بين الأطراف اليمنية، وللجهود الدولية المبذولة في هذا النطاق، وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية. أعرب الجانبان عن القلق إزاء الأوضاع في ليبيا، والأمل في أن تتمكن حكومة الوفاق الوطني من استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية بدعم من المجتمع الدولي، كما عبر الجانبان عن دعمهما لجهود الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم داعش وأهمية الحفاظ على وحدة العراق واستقراره واستقلاله.
لقاءات ومباحثات تضمن البيان أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين جاءت بدعوة رسمية من الرئيس الصيني شي جين بينغ في المدة من 15 إلى 18 مارس الجاري، وقد أجرى خلالها خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني مباحثات ثنائية، حيث تم تبادل وجهات النظر بشكل معمق حول تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية، كما تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق مهم حيال تلك القضايا. كما التقى خادم الحرمين الشريفين مع كل من رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب تشانغ ديجيانغ. تقدم العلاقات حسب البيان، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الكبير الذي حققته العلاقات بين البلدين، خاصة بعد زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة في يناير 2016، واتفقا على أن اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين تمثل إطاراً مهماً لتوثيق عرى الصداقة بين البلدين والشعبين، وتعميق التعاون العملي في المجالات كافة، وفي هذا الإطار أعرب الجانبان عن استعدادهما لتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية وفي مجالات الصحة والتعليم والتعدين خدمة للمصالح المشتركة، وزيادة التعاون بين البلدين في المجالات ذات الأولوية، مثل المشروعات الاقتصادية والصناعية ومجال تطبيقات الحكومة الإلكترونية والتقنية المتقدمة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء، وكذلك التوسع في الاستثمارات المتبادلة بين البلدين في كافة القطاعات، ومنها: البترول والطاقة المتجددة والكهرباء والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية بما يرقى بمستوى علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين إلى مستوى أعلى. برقية شكر كان خادم الحرمين الشريفين قد غادر الصين أمس عقب زيارة رسمية لها، متوجهاً إلى المملكة. وكان في وداعه في مطار بكين الدولي، وزير الخارجية في جمهورية الصين الشعبية وانغ يي، كذلك سفير المملكة لدى الصين تركي بن محمد الماضي، وأعضاء السفارة السعودية في بكين. وبعث خادم الحرمين الشريفين، برقية شكر للرئيس الصيني شي جين بينغ إثر مغادرته مطار بكين الدولي، عبر خلالها عن بالغ الشكر والامتنان على ما لقيه والوفد المرافق له أثناء الزيارة من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وقال خادم الحرمين الشريفين «إن المباحثات التي جرت أثناء هذه الزيارة قد أسهمت في الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أوسع في المجالات كافة والدفع بها نحو مسار العلاقات الإستراتيجية، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية بما يخدم مصالحنا المشتركة ويخدم الأمن والسلم الدوليين»، متمنيا للرئيس شي جين بينغ، والشعب الصيني الصديق المزيد من التقدم والازدهار. الملك مغردا: نتطلع إلى تحالفات أقوى لمواصلة مسيرة النماء أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن وطننا رمز راسخ بجذوره الإسلامية والعربية، ومكانته الدولية، وأعرب خادم الحرمين في تغريدة بحسابه الرسمي على «تويتر» عقب وصوله إلى الرياض أمس، عن تطلعاته مع الأشقاء والأصدقاء إلى تحالفات أقوى لمواصلة مسيرة الاستقرار والنماء. وقال الملك سلمان في تغريدته: «وطننا رمز راسخ بجذوره الإسلامية والعربية، ومكانته الدولية، ونتطلع مع الأشقاء والأصدقاء إلى تحالفات أقوى لمواصلة مسيرة الاستقرار والنماء».