جاء اختيار أبها عاصمة للسياحة العربية تتويجا لمجهودات طويلة ومضنية، بذلت على مدار سنوات طويلة، وهو اختيار – بكل تجرد وحيادية – صادف أهله، نظير توفر البنية التحتية التي لا بد منها لنجاح صناعة السياحة، فعروس عسير تتمتع والحمد لله بمقومات تجعلها مؤهلة لأن تكون في صدارة المدن العربية والإقليمية، فطبيعتها الساحرة، وجوها المعتدل، وتوفر المعينات التي يحتاجها السواح من خدمات بلدية وغيرها، كلها توفر بيئة مثالية لسياحة عصرية. أبها عروس في كامل زينتها، مزدانة مشرقة متألقة، تتمتع بالأمن والأمان. وما تملكه منطقة عسير من مواقع أثرية تعود إلى عصور تاريخية قديمة، قل أن يوجد له نظير في أي منطقة أخرى، فمحافظات المنطقة ال15 كل منها يحكي قصة مختلفة، ففي محافظة خميس مشيط يوجد كل ما يحتاجه السائح من محلات عصرية ومتاجر فاخرة وخدمات متطورة، وتنتشر الخدمات الطبية والمصرفية في كل شارع وطريق. أما ظهران الجنوب فهي تحتضن في رفق المناطق التاريخية والقرى العتيقة، التي تروي في تشويق قصة موغلة في القدم، وفي محافظة تثليث توجد الرمال الذهبية التي تجذب الباحثين عن مغامرة مشوقة، وفي محافظة بلقرن توجد قمم جبال السروات الشاهقة التي تقف في شموخ يرسم صورة مماثلة للإنسان السعودي، ترسم صورة حقيقة عن إرادة الإنسان، أما محافظة البرك فهي عامرة بالشواطئ الخلابة الممتدة على ساحل البحر الأحمر، وتبدو مياهها الصافية تتلألأ تحت أشعة الشمس. وهكذا الحال في بقية محافظات المنطقة التي تتمتع بمقدرات سياحية هائلة. ولأن السياحة لم تعد مجرد مناظر طبيعية وأجواء معتدلة، فقد تم – إضافة إلى تجهيز المرافق الضرورية والوحدات السكنية، إنجاز برامج ثقافية وترفيهية على أعلى المستويات، لتجلب البهجة والسرور إلى السياح، حيث تمت الاستعانة بفرق فنية تقدم أعمالا راقية تتوافق مع البيئة المحلية، كرس لها افتتاح شارع الفن، الذي أضاف الكثير إلى رصيد المنطقة، إضافة إلى مهرجانات التسوق والفعاليات الاجتماعية والتراثية وأعمال الفلكلور التي تقدم معلومات قيمة للسياح، في قالب عصري رشيق، لا يطاله الملل. أبها، كما يقول محبوها وعشاقها، مدينة مليئة بعبق التاريخ والفن، إذ تمتاز بمبانيها ذات الطراز العمراني الفريد، ومعالمها التاريخية المميزة، تمسك التاريخ بيد، وتستصحب الحضارة والمدنية باليد الأخرى، في تناغم وتناسق، بلا تعارض أو تناقض، إدراكا من أهلها أن من لا يملك تاريخا لا حاضر له، وفي ذات الوقت فإن الانكفاء على الذات يعني الموت، وعدم مسايرة الحاضر والتطلع للمستقبل هو أولى علامات النهاية. وهذه الخصائص كافية لأن تجعل من يزور أبها مرة، يفكر ألف مرة في العودة إليها.