بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية، وتستمر عدة أيام، لتعزيز العلاقات، وبحث مستجدات المنطقة، وتوقيع العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم. وأبلغ «الوطن» السفير الصيني لدى المملكة لي هوا شين، أن الملك سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى جانب لقاء عدد من المسؤولين الصينيين، لافتا إلى أن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين تتزايد بشكل كبير، خاصة أن الجانبين السعودي والصيني يعملان حاليا على تحسين الخطط التنفيذية لإيجاد نقطة التقاء وتوافق بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. من جهته، توقع السفير السعودي في بكين، تركي محمد الماضي، أن تسفر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للصين، التي وصفها بالتاريخية، عن نتائج ملموسة تصب في مصلحة الشعبين الصديقين، مشيرا إلى أن 8 ملفات سيتم بحثها خلال الزيارة. بكين الأولى في التبادل التجاري مع الرياض 184,467 مليون ريال إجمالي التبادل التجاري 92,398 مليون ريال واردات من الصين 92,069 مليون ريال صادرات سعودية الملفات الثمانية الفضاء الأمن الغذائي الصناعة التعليم العلوم الطاقة المتجددة الصحة الزراعة وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية الصين الشعبية في زيارة رسمية. وكان في استقباله لدى وصوله مطار بكين الدولي، مستشار الدولة، يانج قيتشي. ثم قدمت طفلة باقة من الورود لخادم الحرمين الشريفين، وسط اصطفاف مجموعة من الأطفال ترحيبا بمقدمه. كما كان في استقباله سفير المملكة لدى الصين، تركي محمد الماضي، وسفراء الدول العربية، وأعضاء السفارة السعودية في بكين. وتأتي زيارة الصين، كخامس محطة في جولة خادم الحرمين الشريفين بدول بشرق آسيا، حيث سبق أن زار كلا من ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي دار السلام واليابان. ووصف السفير تركي الماضي الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين للصين بأنها «تاريخية ومهمة جدا»، وقال إن الحكومة الصينية تنظر إليها باهتمام بالغ، حيث يحمل الرئيس التقدير البالغ لخادم الحرمين، كما أنها تأتي ضمن تبادل الزيارات بين قيادتي البلدين، وسبق للرئيس الصيني أن زار المملكة مطلع العام الماضي، ونتج عن تلك الزيارة تطور كبير في العلاقات بين البلدين. وأضاف الماضي في تصريح صحفي، أن هذه الزيارة يتوقع لها أن تشهد مزيدا من تطوير وتنمية العلاقات الممتازة بين البلدين، وذلك من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستوقع بينهما، في مختلف أوجه التعاون، بما يؤدي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مشيرا إلى أن الزيارة تتناغم مع رؤية المملكة 2030، ومع مبادرة الحزام الاقتصادي، وطريق الحرير الغربي، وهي فرصة كبيرة لنقل العلاقات بين البلدين إلى فضاء أوسع وأرحب. علاقات ممتازة أوضح السفير تركي الماضي أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة والصين ممتازة جدا، حيث بلغت قيمتها عام 2016 نحو 51 مليار دولار، وهو رقم جيد، وهناك فائض في الميزان التجاري لمصلحة المملكة، مبينا أن هناك استثمارات تجارية كبيرة بين البلدين سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. وقال السفير الماضي إن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين التي بدأت في عام 1990، تشهد منذ ذلك الوقت نموا كبيرا وتصاعديا، وهي من أكبر العلاقات نموا في العالم بين دولتين، كما شهدت العام الماضي نقلة نوعية تمثلت في نقلها إلى مستوى علاقات استراتيجية شاملة، وإنشاء اللجنة السعودية الصينية العليا المشتركة التي يرأس الجانب السعودي فيها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما يرأسها من الجانب الصيني النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الصيني، وهو مؤشر بالغ الأهمية لمدى عمق العلاقات وأهميتها بين البلدين الصديقين. تنوع المجالات وحول تنوع العلاقات السعودية الصينية، أوضح سفير المملكة لدى الصين أنها تشمل العديد من الجوانب، منها الفضاء، والأمن الغذائي، والصناعة، والتعليم، والعلوم، والطاقة المتجددة والنظيفة، والصحة، والزراعة، وغيرها، مؤكدا أن المملكة تعمل على تبادل الخبرات والاستفادة المشتركة بين الطرفين، مبينا أن للصندوق السعودي للتنمية مساهمات كبيرة في الصين من خلال مجموعة مشروعات يتم تمويلها من قبل الصندوق، وهي بلا شك قيمة مضافة للعلاقات المتميزة بين البلدين. وعن دور الصين في تحقيق رؤية المملكة 2030، قال إن الرؤية أحد مرتكزات الدبلوماسية السعودية، وهي رؤية غير تقليدية، وعند عرضها على المسؤولين الصينيين وجدنا منهم تجاوبا جيدا في تقديم تصورهم حول المساهمة فيها بشكل فاعل، وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومن خلال المشروعات المشتركة، ومن أبرز المشروعات المشتركة التي تتناغم مع «الرؤية» مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير. وأضاف أن هناك العديد من المناشط الثقافية المتنوعة بين البلدين، منها معرض «طرق العرب» الذي يقام حاليا في متحف الصين الوطني، مبينا أن المملكة على وشك افتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين، وهي هدية من حكومة المملكة للشعب الصيني. علاقات وثيقة بدأت رسميا في عام 1990 شهدت نموا خلال السنوات الماضية تجاوب صيني مع رؤية المملكة 2030 زادت وثوقا بإنشاء اللجنة السعودية الصينية العليا عدد من الشركات السعودية تستثمر بالصين يتعلم 500 طالب صيني بالجامعات السعودية يدرس 800 طالب سعودي في الصين