أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين تركي بن محمد الماضي أن الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين، هي زيارة تاريخية ومهمة جداً تنظر إليها الحكومة الصينية باهتمام بالغ، إذ يُكن رئيس الصين التقدير البالغ لخادم الحرمين الشريفين، كما أنها تأتي ضمن تبادل الزيارات بين قيادتي البلدين، حيث زار الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة مطلع العام الماضي 2016، ونتج من تلك الزيارة تطور كبير في العلاقات بين البلدين. وقال - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إن هذه الزيارة يتوقع لها أن تشهد مزيداً من تطوير وتنمية العلاقات الممتازة بين البلدين، وذلك من خلال العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ستوقع بينهما، وفي مختلف أوجه التعاون، وتعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وأضاف أن الزيارة تتناغم مع رؤية المملكة 2030، ومع مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير الغربي، وهي فرصة كبيرة لنقل العلاقات بين البلدين إلى فضاء أوسع وأرحب. وفي مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أوضح أن العلاقات التجارية ممتازة، إذ بلغت قيمتها في 2016 نحو 51 بليون دولار، وهو رقم جيد، وهناك فائض في الميزان التجاري لمصلحة المملكة. وبين أن هناك استثمارات تجارية كبيرة بين البلدين سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة، وهي تمثل جزءاً حيوياً وصحياً في العلاقات بين البلدين تشمل مجالات عدة منها الطاقة وتوطين التكنولوجيا، وهي ضمن العلاقة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. ولفت إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والصين بدأت في عام 1990، وتشهد منذ ذلك الوقت نمواً كبيراً وتصاعدياً، وهي من أكبر العلاقات نمواً في العالم بين دولتين، وتوصف بأنها علاقة متشعبة تشمل مختلف المجالات، كما شهدت العام الماضي نقلة نوعية تمثلت في نقلها إلى مستوى علاقات استراتيجية شاملة. وأشار إلى أن إنشاء اللجنة السعودية - الصينية العليا المشتركة التي يترأس الجانب السعودي فيها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ويترأسها من الجانب الصيني النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الصيني، مؤشر بالغ الأهمية لمدى عمق العلاقات وأهميتها بين البلدين، إذ شهدت الفترة الماضية نشاطاً كبيراً وتبادل الزيارات بين الوفود الرسمية للبلدين، تجاوزت خلال الأشهر الستة الماضية 200 وفد رسمي سعودي قام بزيارة الصين في مختلف المجالات. وحول تنوع العلاقات السعودية - الصينية، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بكين أنها تشمل العديد من الجوانب منها، الفضاء، والأمن الغذائي، والصناعي، والتعليمي، والعلمي، والطاقة المتجددة والنظيفة، والطبي، والزراعي، وغيرها الكثير، لافتاً إلى أن المملكة تعمل على تبادل الخبرات والاستفادة المشتركة بين الطرفين، ومبيناً أن للصندوق السعودي للتنمية مساهمات كبيرة في الصين من خلال مجموعة مشاريع يتم تمويلها من الصندوق، وهي بلا شك قيمة مضافة للعلاقات المميزة بين البلدين. وفي مجال التعاون العلمي والثقافي أوضح الماضي أن هناك أكثر من 800 طالب سعودي يدرسون حالياً في الصين في مختلف التخصصات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، يضافون إلى عدد كبير من الطلاب أنهوا دراستهم خلال الأعوام الماضية، فيما يدرس أكثر من 500 طالب صيني في عدد من الجامعات السعودية، مبيناً أن هناك العديد من المناشط الثقافية المتنوعة بين البلدين منها معرض «طرق العرب» الذي يقام حالياً في متحف الصين الوطني. وأضاف: «نحن الآن على وشك افتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين، وهي هدية من حكومة المملكة العربية السعودية للشعب الصيني». وفي المجال التجاري أفاد الماضي أن هناك وجوداً كبيراً للشركات السعودية في الصين للاستثمار، ولديها مراكز تجارية دائمة، ومن أهمها أرامكو السعودي، وسابك، اللتين لديهما مشاريع ضخمة جداً ومشتركة مع الجانب الصيني. وحول دور الصين في تحقيق رؤية المملكة 2030 قال: «إن رؤية المملكة 2030 إحدى مرتكزات الدبلوماسية السعودية، وهي رؤية غير تقليدية، وعند عرضها على المسؤولين الصينيين نجد منهم تجاوباً جيداً في تقديم تصورهم حول المساهمة فيها بشكل فاعل، وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومن خلال المشاريع المشتركة، ومن أبرز المشاريع المشتركة التي تتناغم مع الرؤية مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير، والمملكة هي حجر الأساس في ما يتعلق بطريق الحرير الغربي، لأن المملكة العربية السعودية تمتلك موقعاً استراتيجياً بين القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وهي ميزة إضافية لأن تكون شريكاً مهماً جداً للصين من خلال عدد كبير جداً من المشاريع التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030». واختتم سفير خادم الحرمين الشريفين تصريحه، مبيناً أن المملكة والصين لديهما ثقة وصدقية، وتربطهما علاقة شراكة جيدة واحترام متبادل، يمكن من خلاله أن تنتقل هذه العلاقات إلى مراحل متقدمة جداً، ويتوقع بحلول العام 2020 بمشيئة الله أن تكون هناك الكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة.