فيما تتزايد تحذيرات الجهات الدولية من مخاطر تزايد الفجوة الغذائية في اليمن، واحتمال موت مئات الآلاف جوعا، إذا لم تتحرك الدول المانحة والجهات الإنسانية لتقديم مساعدات عاجلة، يتمسك المتمردون الحوثيون بمنع السماح للقوافل الإنسانية بالدخول إلى مناطق المدنيين المتضررين، كما يواصلون عمليات نهب المساعدات التي وصلت اليمن، ويقومون بتوزيعها على قياداتهم، وتحويل الفائض منها للبيع بأسعار عالية في السوق السوداء. وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، في تصريحات إعلامية إن ميليشيات الحوثيين وفلول حليفها المخلوع علي عبدالله صالح، لا تزال تتمسك بتعنتها الذي يحول دون وصول الأغذية إلى المدنيين المتأثرين، كما تحتجز العديد من القوافل الإنسانية، وبلغ مجموع ما نهبته من مساعدات منذ وصولها إلى الحكم أكثر من 63 سفينة إغاثية في موانئ الحديدة والصليف وعدن. كما أن الميليشيات لم توفر قوافل الإغاثة المخصصة للمحافظات الخاضعة لسيطرتها باسم «الجهد الحربي» لتقوم فيما بعد ببيعها في السوق السوداء بأسعار عالية، بحسب ما أكده الوزير. اختطاف 63 سفينة أضاف فتح أن السفن المحتجزة كانت تحمل مساعدات إنسانية وإيوائية وصحية للنازحين والمتضررين من القصف الذي تقوم به الميليشيات على المحافظات اليمنية، موضحا أن الميليشيات لم تكتف بنهب تلك المعونات ومصادرتها بل قامت كذلك بمداهمة مقار المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، إذ قامت بعمليات اختطاف 30 شخصا من موظفي منظمات الإغاثة، إضافة إلى اختطاف العاملين في المكتب النرويجي للاجئين بمحافظة الحديدة، واختطاف 7 عاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في دمنة خدير خلال الأيام الماضية. وقال فتح إن الميليشيات تقوم أيضا باستهداف السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية ولا تكترث بالقوانين واللوائح الدولية، مطالبا بالضغط عليها لإيقاف مسلسل الانتهاك اليومي لأعمال الإغاثة الإنسانية. ودعا فتح المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط مشددة على الانقلابيين وإرغامهم على السماح للمنظمات الإنسانية وممثلي الدول المانحة بحرية التحرك، وإيصال المساعدات للمتضررين، كما طالب بإصدار قرار من مجلس الأمن بإدانة ممارسات المتمردين. تحذيرات أممية حذر مساعد الأمين للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، من تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن. وكشف عن زيادة كبيرة في أعداد اليمنيين الذين يعانون من المجاعة. وقال في تصريح صحفي «اليمن يشكل أكبر مأساة إنسانية بالعالم في الوقت الراهن، فالشعب اليمني بات يواجه خطر المجاعة، لاسيما أن ثلثيه أي حوالي 8 ملايين شخص بحاجة للمساعدة الضرورية والعاجلة، وأكثر من 7 ملايين جائع يواجهون مستقبلا مجهولا، وهي زيادة تقدر ب3 ملايين شخص خلال شهر واحد». وحذر من مغبة تجاهل المجتمع الدولي لما يحدث في اليمن. وكان أوبراين قد سعى خلال الشهر الماضي لزيارة تعز التي تحاصرها الميليشيات، والوقوف على أحوال المدنيين المحاصرين منذ عدة أشهر، إلا أن الانقلابيين رفضوا السماح له بدخول المدينة، كما أطلقوا النار على الموكب المرافق له، لإرغامه على العودة