نبهت العديد من الدراسات لمساوئ قلة النوم على المجتمعات، ولكن دراسة جديدة أكدت تأثيرات جديدة لنقص النوم على الجانب الاقتصادي من ناحية، وعلى الاستعدادات الأساسية للجيوش من ناحية أخرى، مشيرة إلى خسائر تقدر ب680 مليار دولار (2.5 تريليون ريال) في أميركا واليابانوألمانيا والمملكة المتحدةوكندا بسبب قلة النوم. السهر والقهوة والهاتف ذكر تقرير نشره موقع rand أن «ثقافة احتساء القهوة بشكل كبير، وإشعارات الهاتف والسهر إلى وقت متأخر ثم الاستيقاظ باكرا تكلف الاقتصاد الأميركي ما يقدر ب411 مليار دولار (1.5 تريليون ريال) ، بسبب فقدان الإنتاجية كل عام». وأضاف أن «دراسة جديدة ربطت قلة النوم بسبع حالات رئيسية للوفاة في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، ووجدت دراسة حديثة أن السائقين الذين ينامون أربع أو خمس ساعات فقط يوميا لديهم معدل حوادث سيارات عال بمقدار خمس مرات أكثر من أولئك الذين يحصلون على 7 ساعات نوم يوميا». النوم ينقذ الزواج تقول العالمة السلوكية والاجتماعية في مؤسسة راند، ومديرة وطنية في العلوم الاجتماعية للنوم ويندي تروكسل «عندما لا ننام جيدا سيؤثر ذلك على كل ناحية من صحتنا وعلاقاتنا». وأضافت ويندي التي أجرت بحثا عن الموضوع أن «النوم ليس فقط ضرورة بيولوجية، ولكنه ضرورة اجتماعية أيضا، لأن النوم القليل علامة على المشاكل، فهو يؤكد أن الذين يكونون تحت ضغط، أو يعانون من شيء ما، أو في علاقات سيئة أو يسكنون أحياء فقيرة غالبا ما يكونون في صحة سيئة»، مشيرة إلى أن تركيزا أكبر على النوم من الممكن أن ينقذ زواجا، أو يحسن معدل الوفيات، أو حتى يعزز اقتصاديات العالم. تأثير اقتصادي أبان التقرير أن «تروكسل عملت مع فريق من الباحثين من راند أوروبا لإظهار أهمية أن تزيد من نومك ولو قليلا، وأظهرت دراستهم الحديثة أن النوم الجيد من الممكن أن يزيد من الإنتاجية في العمل، والنقص المزمن فيه عبء على الاقتصاد بأكمله». ولفت إلى أن «الناس الذين يعانون من مشاكل مالية، على سبيل المثال حصلوا على 10 دقائق أقل من النوم في المتوسط كل ليلة مقارنة بغيرهم، وأولئك الذين يواجهون ساعات عمل وضغط في العمل يخسرون 8 دقائق من النوم، والسفر السيئ إلى مكان العمل يخسرون 16 دقيقة، والذين لديهم أطفال يخسرون حوالي 4 دقائق». خسائر مادية قدر الباحثون أن «أميركا تخسر ما بين 280 و 411 مليار دولار (1.05 تريليون ريال و1.5 تريليون ريال) سنويا بسبب التغيب عن العمل والوفيات الناجمة عن عدم النوم، وبعدها اليابان التي تخسر 138 مليار دولار لنفس السبب، تليها ألمانيا ب60 مليار دولار، ومن ثم المملكة المتحدة ب50 مليارا، وأخيرا كندا ب21 مليار دولار. وذكر التقرير أن «الإصلاح لا يتطلب أن ننام جميعا الساعة الثامنة مساء، ولكن أن يتمكن كل موظف من الحصول على 6 أو 7 ساعات من النوم، فذلك يرفع الاقتصاد الأميركي بمعدل 226 مليار دولار سنويا». مراهقون متعبون تعرف الباحثون على عامل آخر أدى إلى هبوط الإنتاجية الاقتصادية، وهي المهارات والمعرفة التي يتركها المراهقون على طاولات الفصول، لأنهم متعبون جدا للتعلم. وأظهرت الدراسات أن منح طلاب المرحلة الثانوية ساعات إضافية للنوم في الصباح من الممكن أن تحسن متوسط درجاتهم 8 %. وقالت تروكسل التي تعمل على تنظيم أول مؤتمر وطني عن النوم في سن المراهقة، وساعات الذهاب إلى المدرسة إن العديد من السلوكيات السيئة التي تبرز في سن المراهقة مثل المزاجية، والتهيج، والكسل، والاكتئاب يمكن أن تكون ناتجة عن قلة النوم. قوات متعبة قال التقرير، إن تروكسل وزملاءها لاحظوا من خلال استطلاع خاص أن ثلث الجنود ينامون لخمس ساعات ليليا أو أقل، والذين لديهم خبرة قتالية خصوصا كانوا الأقل نوما بين الجميع، ويعانون من كوابيس بشكل متكرر، وأكثر من نصف الجنود تتعارض مشاكل النوم الخاصة بهم مع أعمالهم اليومية، وكانت مشاكل النوم أيضا مرتبطة بالصحة الجسدية السيئة، وارتفاع معدلات الاكتئاب، وإجهاد ما بعد الصدمة، مشيرا إلى أن الجيش اتخذ خطوات لتثقيف الجنود بأهمية النوم.