وثق تقرير حقوقي صدر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن ميليشيات الحوثي المتمردة وقوات المخلوع صالح، تخضعان المعتقلين بسجونهما لأبشع وسائل التعذيب لانتزاع اعترافات وهمية تخدم مصالحهم ومخططاتهم، لافتا إلى أن من بين هذه الوسائل الإعدام الصوري وتجريع المعتقلين حبوب الهلوسة بهدف إجبارهم على الاعتراف بأعمال لم يرتكبوها. وبينما كشفت مصادر عن قيام ميليشيات الحوثي بزرع ألغام بحرية محرمة دولية شمال مضيق باب المندب مما تسبب في تفجير قوارب إغاثة ومنع وصول المساعدات للمدنيين، تمكنت قوات التحالف العربي خلال اليومين الماضيين من دحر الانقلابيين قبالة الحدود السعودية اليمنية، إذ تم إسقاط عشرات المتسللين قبالة رقابة سقام بمنطقة نجران، وقتل آخرين على امتداد الحد الجنوبي المحاذي لمنطقة جازان. أكد تقرير حقوقي صدر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن ميليشيات الحوثي المتمردة وقوات المخلوع صالح، تمارسان أسوأ أشكال التعذيب في معتقلاتهما ضد المعتقلين من الموالين للحكومة الشرعية، ومن ذلك «الإعدام الصوري»، وتجريع المعتقلين «حبوب الهلوسة». وقال التقرير الذي حمل عنوان «أقبية الموت.. التعذيب في اليمن»، إن «الإعدام الصوري» يعد أحد أساليب التعذيب، التي تؤدي إلى إنهاك المعتقل من الناحيتين الجسدية والنفسية، عبر إجراء محاكمة صورية للمعتقلين، يتلو فيها منطوق الإعدام، بعد إرغامهم على ارتداء الزي المعد ذلك. ووثق التقرير الحقوقي الصادر في مارس الجاري، حالات المعتقلين ما بين عامي 2014 و 2016، بشهادات حية، جاءت في سياق شهادات حالات «الإعدام الصوري»، كتفاصيل أكثر من ألفين و600 ساعة قضاها المحامي والناشط الحقوقي اليمني عبد الرقيب غالب، الذي تحدث عن أخطر أساليب التعذيب النفسي، بإيهام المعتقل أنه يساق لساحة الإعدام، ويتم التأشير على منطقة قلبه، ويكتب على بطنه، ويقوم بعدها أحد العناصر من الخلف، بإطلاق عدة أعيرة نارية غير حية، ليعيش بعدها مع كل خطوة وإجراء مما سبق حالة خوف ورعب تفقده صوابه. تلفيق التهم وحسب التقرير فإن من الأساليب الخطيرة التي ابتكرها الانقلابيون، تجريع السجانين للمعتقلين حبوب هلوسة يضعونها في أكواب الماء خلسة، لمنعهم عن النوم، ودفعهم إلى الهلوسة اللا إرادية أثناء التحقيقات، لتلفيق تهم صورية، مثل «التخابر مع قوات التحالف العربي»، ونقل أخبار كاذبة. ويستند التقرير على والد أحد الضحايا وهو بشير محمد الوجيه، الذي اختطفه مسلحو ميليشيا الحوثي - صالح، في ال 23 من يوليو الماضي، الذي أكد على تدهور حالة نجله الصحية والنفسية بعد خروجه من سجن الانقلابيين، نتيجة تعاطيه حبوب هلوسة منشطة. وحدد التقرير 3 مطالب رئيسية وضعها على طاولة مليشيا الحوثي وصالح، من ضمنهما التوقف الفوري عن ممارسة جريمة التعذيب للسجناء والمحتجزين في سجونهما، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين، وتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً جراء الآلام التي عانوها من تلك الممارسات الطائفية وغير النظامية. أساليب مبتكرة ووصف تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أساليب التعذيب التي ابتكرتها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع، بأنها تنافي كل القيم والأعراف الدولية والإسلامية الإنسانية. ومن الأساليب المبتكرة في تعذيب اليمنيين المختطفين، ما يعرف ب «الحقن الهوائية»، ويصور للمعتقلين أنها تحتوي على مادة سامة سيتم حقنهم بها أو وضع قطرات منها فوق جرح قطعي، في وريد الضحية بعد عصب عينيه وشد وثاقه إلى طاولة مستوية، كنوع من وسائل الترهيب والتخويف، وتشكيل مزيد من الضغط النفسي لانتزاع الاعترافات التي يريدون تدوينها. يذكر أن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، تأسس في يناير 2015، وهو تحالف عدد من منظمات المجتمع المدني اليمنية المتخصصة غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان، وجاء استجابة للتدهور المخيف للوضع الحقوقي الذي تعيشه اليمن، منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية في سبتمبر 2014، وذلك وفقاً للتعريف المؤسسي.