امتزجت زخات المطر بدموع الحجاج وهم يودعون المشاعر المقدسة أمس. رافقت مغادرتهم أصوات زغاريد علت وتصفيق تعبيراً عن ارتياح عميق بعدما أكملوا الركن الخامس من أركان الإسلام مثمنين الجهود التي قدمت لهم خلال أدائهم نسكهم. الحاج نور محمد عبدالغفور من أفغانستان رفع يديه عقب انتهائه من رمي الجمرات الثلاث أمس مبتهلا بالدعاء بقبول حجه ودموع الفرح تنهمر من عينيه، ونحيبه سمعه حجاج آخرون أتوا للسلام عليه وتهنئته بأداء هذه الشعيرة. يقول عبدالغفور "هذه الحجة الأولى التي أمضيت في سبيلها عشرين عاما أكدح لتوفير مبلغ من المال لأداء مناسك الحج.. أحمد الله الذي مكنني من أدائه بكل يسر وسهولة". وزاد "ماء زمزم والسبح أبرز الهدايا التي سأقدمها لعائلتي وأقاربي في كابول"، مثمناً الدور الذي قدمته السعودية في خدمة ضيوف الرحمن والجهود المبذولة لراحتهم. الحاجة الماليزية عائشة عبرت عن مشاعرها بطريقة مختلفة، فراحت توزع الحلوى على من يمر بها من النساء والأطفال قبل أن تتوجه صوب المدينةالمنورة لزيارة الحرم النبوي وبعض المزارات. وتقول "أبنائي وبناتي ينتظرون عودتي في لهفة وشوق.. أحمل إليهم ما تيسر من الهدايا"، ولم تستطع النطق ببقية ما تريد قوله إذ بدت دموعها تنساب على خدها. الحاجة الخمسينية نورية دسوقي من مصر، أحاط بها أبناؤها الثلاثة وهي تعبر عن فرحها بالزغاريد، وكان صوتها يرتفع ويزيد في مشهد لافت عقب رميها الجمرات. . مشهد الفرح لدى بعثة إندونيسيا ظهر بالتصفيق والعناق عقب الانتهاء من رمي الجمرات الثلاث أمس. هداياهم التي سيحملونها معهم إلى بلدهم حلوى وسبح وماء زمزم وبعض الملبوسات لنسائهم وأطفالهم.. ومصاحف وكتب دينية.