"اجْروحْ قلبيْ وترْ/ وينكْ يعازفْ عُودْ، ..." هكذا عرف الشاعر البحريني علي الشرقاوي جمهوره فاختار مدخلاً يثير ذاكرته وطربه. ومن كلمات أغنية شهيرة كتبها الشرقاوي وغناها خالد الشيخ قبل أكثر من عقدين؛ فضل أن يبدأ الأمسية التي نظمها مهرجان الدوخلة الوطني، مساء أول من أمس، في شاطئ سنابس بجزيرة تاروت، ضمن فعاليات مهرجان الدوخلة السادس المقام تحت شعار "العمل التطوعي.. عطاء ووفاء". وتصدّر الشرقاوي أمسيات الشعر السبع المقررة في المهرجان، وقدّم باقة من لغته المزدوجة متردداً بين العاميّ والفصيح، في أمسية كان أغلب جمهورها من النخبة المهتمة بالشعر والأدب. وأكد الشرقاوي، في نصوصه وفي حديثه ل "الوطن" لاحقاً، ارتباط حياته وشعره بالمجتمع، وهو ما جعله يدفع الثمن غاليا، على حدّ تعبيره. ويرى الشرقاوي أن الشعراء والفنانين والتجار والسياسيين وحتى المهتمين بالقضايا الكبيرة يظلمون أسرهم كثيراً، بداعي أن الهم الذي يعيشونه يتصورونه أكثر أهمية من أسرهم، لكن "الاهتمام بالأسرة أكثر من اللازم يدمر الأسرة"، مؤكداً "الفصل بين الهموم الكونية وهموم الأسرة"، مرحباً بصداقة الفيس بوك، التي يراها أن "يكون المجتمع أصدقاء حوله وحول كل العالم". وعن نصيحته للشعراء الشباب يرى الشرقاوي أن "أفضل نصيحة هي عدم سماع النصيحة"، فالشاعر لابد أن "يكتب العامي، النثر، الفصيح، وبأية طريقة حتى يكون له خط يرى نفسه مبدعاً فيه"، وقال " الشيطان هو الذي يكتب الشعر وليس الشاعر" و "لحظة الكتابة هي لحظات جنون"، متمنياً أن "لا يُرى الشاعر وهو يكتب"، وأن الشعر هو ما يثير الخيال ويبقى في الداخل طوال الحياة"، مفيداً أن الشعر المفهوم ليس شعراً يمكن تسميته محاولات، والشعر الحقيقي هو "الباقي ليتم تفسيره بطريقة مغايرة". وفي الأمسية قرأ الشرقاوي مجموعة من القصائد العامية التي تنوعت بين المواويل البحرية والزهيريات "عمري14، شفايف عنب، يا عين، رأي الحب، الحياة، حب مختلف، رغبة، حب البشر، حوّل، الأصدقاء، الفرح، ياعيد، رمّاية، جسد، فرحة قلب". وأثناء القراءة كان الجمهور ينصت إلى لغته العامية الخليجية بشغف: وين يا موال الجسد وينك يا عين الروح قلبي بليا ضحكتك فوق الحزن مطروح ادري هلك ويا البحر خلوا الأماني جروح شهور وانه في القهر وقليبي يتريّه يتمنى لو طيفك يمر بعقد ومرّيه يذكر أن الشرقاوي كتب للعديد من الصحف والمجلات العربية والبحرينية منها: الاتحاد، الأيام، البيان، عمان، الهدف، البحرين، أدب ونقد، الأقلام، شؤون أدبية، الطليعة، الخليج، السياسة، والبحرين الثقافية، والتي بدأ من خلال هذه الصحف في 1968م.صدر له قرابة 50 إصدارا من شعر بالفصحى والعامي وأعمال شعرية للأطفال وأعمال مسرحية منها: الرعد في مواسم القحط، نخلة القلب، هي الهجس والاحتمال، أفا يافلان، أصداف البحرين، بر وبحر، ومسرحيات الأطفال" مفتاح الخير، الأرانب الطيبة، بطوط، وأغاني العصافير، شجرة الأطفال وقصائد الربيع". أخيرا حيا الشرقاوي جمهوره بالمهرجان بكلمات قال فيها: جيت أمشي على دروب الموده للقطيف اللي قطفتني عناويني وزرعتني وسط أحلى مكان للسعودية الي تسعدنا بهواها