في حياة الناس نجد العوز أكثر رسما لمستقبل مشرق. والسعيد من حقق في ثراء البدايات بعداً عن الترف وخططا لتصدير النجاح. بين الأخذ استيرادا والعطاء تصديرا قصة شعوب صنعت من الأخذ قيمة ومن العطاء قيمة أخرى. سؤال: ماذا حقق لنا استيراد الترف في حياتنا؟ لست ثريا ولا معوزا لكن مشاهدات الحال تضع تقييما واضحا أن البذخ المادي والترف اللامسؤول أنتجا لنا جيلا قادما يرى الحياة بعين بقاء الترف في تجاهل مستمر أن ذلك الترف يصبح فشلا كبيرا يوما ما. في تصور ذهني واقعي لك أن تقارن بين عقل وهبه التفكير استيراد بذور ومعدات وكل متطلبات الزراعة، ثم حرث أرضه واهتم بزرعه وثماره حتى أثمر واكتفى منه ثم صدر فائضه لمجتمع آخر. أي قيمة أخذها وأي قيمة أعطاها؟ وفي الجانب الآخر عقل أخذه التفكير للسيارات الفارهة التي تحمل رقما مميزا بمبلغ مالي كبير، وبعد مضي زمن ماذا يعطي لنفسه ومجتمعه؟ الخيار في بناء الحياة ومستقبلها يرسمه العقل الناضج، وخيار الفشل يرسمه العقل المترف بملامح التربية الفارهة التي تقود إلى فشل قادم. الاستثمار في تربية العقول وبناء المستقبل بأخذ المفيد الآن وعطاء المفيد مستقبلا هي غاية المجتمعات المتقدمة التي وضعت للقيمة مصدرا رسم لها هيبة الحضور. وحثيث العقول الباذخة بالترف رسمت لواقعها ومستقبلها فشلا حينما أخذت الترف بداية وحصدت الفشل نهاية. لا شيء يجعلنا في حضور مختلف سوى ملء خزينة عقول الأجيال القادمة بقيمة المعرفة والعلم والوعي حتى نصدر منها مستقبلا ينتج قيمة لأخذ البدايات.