سارع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى محاولة استدراك التأثيرات السالبة للتهديدات التي أطلقها المرشد العام، علي خامنئي، للولايات المتحدة، وإعلانه أن بلاده سترد على تصريحات الرئيس دونالد ترمب، غدا، وأن بلاده تمتلك من الأسلحة ما يجعلها ترد على أي تصرف أميركي. كما نحا وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، نفس المنحى الرئاسي، عندما أرسل إشارات بأن بلاده على استعداد لمناقشة القضايا العالقة مع دول الخليج. وأشار محللون سياسيون إلى أن لهجة العداء الواضحة التي ظهرت في كلمات المرشد تحمل في طياتها تهديدات مبطنة، باحتمال تعرض المصالح الأميركية في العراقولبنان إلى هجمات إرهابية، مشيرين إلى أن السفارة الأميركية في بغداد وجهت تحذيرات باحتمال استهداف فنادق كبرى في العاصمة، إضافة إلى ما حدث خلال الأيام الماضية من تحرشات بالقوة الدولية في جنوبلبنان. تهدئة واستعطاف قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني مباشرة إن بلاده "تأمل في إعادة ترمب لقراءة بنود الاتفاق النووي، والمنافع التي يحققها للجميع". مضيفا أن الاتفاق يحمل من المحاسن أكثر مما يعتقد الرئيس الأميركي، ويمكن أن يستخدم لنزع فتيل التوتر في المنطقة. وأضاف "يقرأ الرئيس الأميركي الجديد نص الاتفاق النووي، لكنه لا يقبله. يقول إن هذا أسوأ اتفاق في التاريخ. مع أن الواقع يوضح عكس ما يقوله، وهو اتفاق تم التوصل إليه بعد سنوات طويلة من التفاوض والبحث والنقاش. ويشير روحاني بصورة غير مباشرة إلى أن الاتفاق لم يطلق يد إيران في محيطها الإقليمي، ولم يتح أمامها الفرصة للتدخل في شؤون الآخرين".
سياسة عقيمة دأبت إيران على اتباع سياسة واحدة في تعاملها مع المجتمع الدولي، تقوم على إصدار إشارات متضاربة، تتفاوت ما بين التصعيد والتحدي إلى التهدئة، بهدف الإيحاء بوجود تيار معتدل، يمكن العمل معه على التوصل لاتفاق، وهي سياسة أثبتت فشلها في مرات عديدة. وأشار متحدث باسم البيت الأبيض إلى أنه لا سبيل أمام إيران لممارسة نفس الدور، وأن الحل الوحيد الذي يمكنه إنهاء التصعيد يكمن في التزام طهران بكافة مقررات المجتمع الدولي، وإعلان التزامها الكامل بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، ووقف التدخل في شؤون دول المنطقة العربية، مؤكدا أن الإدارة الأميركية جادة في تهديداتها بحتمية المواجهة العسكرية. رسائل حازمة قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده تمد يدها للسعودية، "ومستعدة للحوار، إذا تغيرت النظرة السعودية". وهو تصريح أشار المحللون إلى أنه يتناقض مع السياسات الإيرانية العدائية، وتسببها في إشعال أزمات متعددة بدول الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن طهران التي تزعم الآن استعدادها للحوار، بسبب الضغوط الأميركية التي تواجهها، سبق أن تجاهلت قبل أسبوعين مبادرة خليجية، حملها وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، وأفشلتها في مهدها، عندما زعمت أن زيارة الصباح تمثل الكويت، وأنه "لا حاجة للوساطة بين دول المنطقة". إلا أن استلام ترمب لمهام عمله، وإعلانه سياسة حازمة مع إيران، هما اللذان دفعا الأخيرة إلى محاولة تغيير لهجتها.