أكد محافظ الضالع، فضل محمد الجعدي، في تصريح خاص إلى "الوطن" أن الميليشيات تتعمد قصف المدنيين بعد كل هزيمة تمنى بها على أيدي قوات الجيش الوطني وطيران التحالف، وتسعى لإرهاب السكان والمدنيين عبر قصف البيوت المأهولة بالسكان، من أجل ثنيهم عن المشاركة في المعارك مع قوات الجيش الوطني. وأكد الجعدي، أن حرب ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لا تخضع لمعايير الحروب المتعارف عليها، حيث لا تفرق بين امرأة وطفل ومسن ومدني، واصفا الميليشيات بأنها "تتار العصر الحديث"، حيث تختطف حتى جثث القتلى، وتخفيها في المخابئ السرية، من أجل كسر قلوب ذويها من الملتحقين بصفوف الجيش والمقاومة الشعبية". وأضاف أن الأهالي في الأجزاء الشمالية للمحافظة التي تقبع تحت سيطرة الميليشيات، ما يزالون يعانون المتاعب والويلات منذ عام ونصف العام، نتيجة الممارسات والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحقهم، داعيا الأهالي في تلك الأماكن إلى إعلان الحرب ضد المتمردين وتحرير مناطقهم من الانتهاكات التي تمارس بحقهم بشكل يومي. انتهاكات بالجملة قال الناشط الحقوقي أحمد الضحياني، إن الميليشيات تلجأ إلى استهداف المدنيين بالأسلحة الثقيلة ومنها صواريخ الكاتيوشا، على الرغم من بعدهم عن تلك المناطق، وذلك لإشباع رغبتهم في الانتقام منهم، كون أهالي تلك المناطق يرفضون الانقلاب جملة وتفصيلا. وأشار الضحياني إلى أن ما يدل على حدوث حالات هستيريا لدى الميليشيات، هو قيامها بتهجير أكثر من 200 أسرة من قرية رمة في بلدة مريس خلال أكتوبر الماضي، فضلا عن الاقتحامات وتفجير الممتلكات ونهب الكثير من منازل المواطنين فيها. كما كشف مركز "وعي" للإعلام وحقوق الإنسان، ومقره مديرية قعطبة شمال الضالع، عن انتهاكات حقوقية مروعة ارتكبتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بحق المدنيين في مناطق عدة بالمحافظة خلال يناير المنصرم، حيث تنوعت التجاوزات بين القتل والجرح والاختطاف والإخفاء القسري والقصف العشوائي على منازل المدنيين والمزارع، وتدمير الممتلكات الأخرى. حالات القتل رصد المركز أكثر من 117 انتهاكا ارتكبتها الميليشيات في مناطق وقرى مريس، والعود بمديرية قعطبة ومناطق أخرى في مديريتي دمت وجُبن شمال الضالع، مبينا أنه تم رصد 11 حالة قتل، بينها امرأتان و23 إصابة، من ضمنها طفلة تبلغ السادسة من عمرها. كما سجل المركز استهداف ركاب إحدى حافلات النقل الجماعي في قرية يعيس الرابطة بين صنعاء وعدن، التي أسفرت عن مقتل 3 من الركاب وإصابة 15 آخرين، وترويع النساء والأطفال. وتم تسجيل 10 حالات اختطاف و66 حالة قصف عشوائية على المنازل والقرى بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، فيما سجلت حالة اقتحام ونهب لأحد منازل المواطنين في قرية العرفاف جنوب دمت التي لا تزال تسيطر عليها الميليشيات، إلى جانب تدمير 7 مزارع في قرى رمة والرحبة وسون التابعة لبلدة مريس بقعطبة، عقب قطع المياه عنها.