في أول اعتراف رسمي بارتفاع نسبة غياب الطلاب والطالبات، قال وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، إن نسبة الغياب في صفوف الطلاب وصلت أمس إلى 40 %. وأضاف في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر": قمت بزيارة لمدرستين في مدينة الرياض، ووجدت أن هناك نسبة غياب كبيرة تتراوح بين 30 - 40 %، آمل في مزيد من الاهتمام بالحضور والانضباط. وأضاف العيسى "لدي ثقة في دعم أولياء أمور الطلاب، وزملائي المعلمين والمعلمات وقادة المدارس لمبدأ الانضباط المدرسي، وحسن تقديرهم لأهميته مهما كانت الظروف". جاء اعتراف الوزير بهذه النسبة المرتفعة انطلاقا من مبدأ الشفافية التي انتهجها الوزير مؤخرا في بعض الملفات، بعد أن كانت الوزارة تتحفظ على مثل هذه المشكلات ولا تظهرها للإعلام. حلول للمشكلة أما ردود الفعل التي جاءت تعليقا على تغريدة الوزير، فطالبت غالبيتها بتحسين بيئة المدارس، لتكون جاذبة للطلاب، ومراعاة التقويم الدراسي بأن تكون الدراسة في أجواء معتدلة، لتجنب برودة الطقس على الطلاب والطالبات، إضافة إلى بحث أسباب المشكلة ووضع حلول عملية لها بعيدا عن لغة التهديد والوعيد بخصم درجات المواظبة، وغيرها من الحلول التي لن تجدي. من ناحيتها، أكدت وزارة التعليم أنها لن تقوم بأي تعديل في التقويم الدراسي، وستكون امتحانات نهاية العام في موعدها المقرر في التاسع من رمضان المقبل. وقال المتحدث الرسمي للوزارة مبارك العصيمي "الزملاء والزميلات مقترحاتكم وآراؤكم محل تقديرنا، والوزارة في هذا ملتزمة بخطة التقويم الدراسي لهذا العام". استمرار عزوف الطلاب إلى ذلك، استمر غياب طلاب مراحل التعليم العام لليوم الرابع على التوالي، على الرغم من انتهاء فترة إجازة منتصف العام. وظلت هذه المشكلة دون حل، رغم تكرارها أربع مرات كل عام في بداية كل فصل دراسي ونهايته، وهو ما أصبح يعرف في أوساط المعلمين والطلبة ب"الأسبوع الميت". الوطن استقصت بعضا من الأسباب الكامنة وراء تكرار الغياب عبر سؤال بعض أولياء الأمور والطلبة. فراغ وتحرش مسفر القحطاني، أحد أولياء الأمور، قال إن أصل المشكلة يعود لكون الأهالي اعتادوا تأخير دوام أبنائهم في مراحل التعليم العام عطفا على دوام إخوانهم في الجامعات، الذي يبدأ متأخرا لمدة أسبوع. وأضاف أنه ليس على استعداد لإرسال ابنه للمدرسة في ظل الغياب شبه التام للمعلمين والوكلاء والمرشدين لمراقبة سلوك الطلاب، الأمر الذي قد يزيد احتمالية حدوث بعض عمليات التحرش في هذه الأيام. فصول فارغة ذكر المواطن سليمان العنزي أنه امتنع عن إرسال ابنه للمدرسة ليس بسبب عدم وجود المعلمين في الحصص فقط، ولكن لكون إدارة المدرسة لم تخرج طاولات الدراسة من قاعات الاختبارات إلى الفصول. وأضاف أنه من غير المنطقي أن يقوم الطلبة برص الكتب وإعادة الطاولات لصفوف الدراسة، بينما عمال النظافة داخل المدرسة تفرغوا لغسيل سيارات المعلمين، وإحضار وجبة الإفطار الجماعي لهم. اتفاقيات ثنائية أحد الطلبة أشار إلى أن الغياب الجماعي الكبير للطلاب خلال الأسابيع الأولى للدراسة، يأتي وفق اتفاقيات بينهم من أجل تمضيه أسبوع إجازة إضافي في ظل عدم وجود آلية حازمة لضبط الحضور والانصراف. وأضاف أنه هناك ما يمكن تسميته بالاتفاق الشعبي على أن هذا الأسبوع "لزوم الإجارة أيضا". واستدرك قائلا، إن المعلمين هم من يحرضون الطلبة على الغياب في الأسبوع الأخير من كل فصل دراسي. توزيع المقررات في إحدى المدارس الثانوية شمال مدينة الرياض، لم يتم توزع كتب المقررات الدراسية إلا على عدد قليل من الطلبة، رغم حرص الإدارة العامة للتعليم على إيصال جميع المقررات للمدارس كافة في الوقت المناسب. وترتب على ذلك ارتفاع نسبة الغياب إلى 80 % في بعض المدارس. أبرز أسباب الغياب اختلاف موعد بدء الدراسة بين طلاب التعليم العام والتعليم العالي اتفاقيات خاصة بين الطلبة على الغياب تحريض بعض المعلمين الطلاب على عدم الحضور تغيب أو تأخر المعلمين عن أداء الحصص عدم وجود آلية لتحفيز الطالب المنتظم إعادة توزيع جداول المعلمين والأنصبة المقررة برودة الطقس