كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، أنه بعد أسبوعين من دخول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بدأت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تتبلور في خط أكثر حزما ضد إيران، وإعادة تحالف الولاياتالمتحدة مع دول الخليج، الذي يعود إلى عشرات السنين. وقالت الصحيفة إن المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة جاءت بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة، بما في ذلك العقوبات الموجهة التي فرضتها على شركات مرتبطة بالحرس الثوري، وتصريحات الرئيس ترامب التي حذر فيها النظام الإيراني أنه "يلعب بالنار"، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات بثت اطمئنانا في دول الخليج. تنسيق ميداني تستدل الصحيفة بوصف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، إيران بأنها "أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم"، لكنه قال إنه لا توجد خطط حاليا لزيادة عدد القوات الأميركية في المنطقة. وتؤكد أن العقوبات لم تكن الخطوة الوحيدة التي استهدفت طهران. فقد أعطى ترمب الضوء الأخضر لقوات النخبة لتنفيذ عملية عسكرية، بالتعاون مع القوات الإماراتية في عمق الأراضي اليمنية الأسبوع الماضي. وبعد أيام تم الكشف عن وصول المدمرة الأميركية كول لباب المندب، ردا على هجوم قام به الحوثيون ضد سفينة حربية سعودية. وتخلص الصحيفة إلى أن المراقبين يتوقعون أن تواصل إدارة ترمب دعم دول الخليج ومصر، في صراعها مع الإخوان المسلمين. حتى الأمر التنفيذي الرئاسي الخاص بمنع مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولاياتالمتحدة لا يتوقع أن يشكل حجر عثرة أمام عودة الحيوية إلى العلاقات الأميركية الخليجية. قراءة إيرانية خاطئة نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السعودي فهد ناظر، قوله "العلاقات السعودية الأميركية في عهد ترمب انطلقت إلى بداية جيدة، ويمكن أن تعود إلى ذروتها التي شهدتها في 1991، عندما خاض البلدان حربا جنبا إلى جنب". وتضيف الصحيفة أنه رغم استعراض القوة الذي تقوم به طهران، فإن دبلوماسيين إيرانيين يقولون إن ما يفعله ترمب "مجرد تبجح لا أكثر"، مشيرة إلى قول وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي "هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها شخص بلا خبرة تهديدات ضد طهران. الحكومة الأميركية ستفهم أن تهديد طهران لا فائدة منه". لكن صنداي تايمز تؤكد أن المسؤولين الإيرانيين ربما يقللون من شأن تغير المزاج في واشنطن، وهذا لن يكون في مصلحتهم.