اتجه تفكير قادة الاتحاد الأوروبي، منذ بداية العام الحالي، إلى الاستعانة بمساعدة من قبائل البدو في جنوب ليبيا، لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا. وعقب موافقة زعماء الاتحاد على خطوات تمنع قوارب المهاجرين من السفر خارج المياه الليبية، نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، قوله إنه يمكن إحراز تقدم لوقف الهجرة الجماعية من ليبيا إلى إيطاليا، قبل انتهاء الدورة الحالية للاتحاد، التي ترأسها بلاده. وقالت الصحيفة إن خبراء ليبيين نصحوا منذ فترة طويلة الاتحاد الأوروبي بالتقليل من عدد المهاجرين الذين يصلون إلى ليبيا، عبر الاستعانة بمشايخ البدو الذين يسيطرون على الطرق البرية الرئيسية في البلاد. وأشار موسكات إلى أن حكومة الوفاق الليبية طلبت المساعدة لإغلاق حدودها الجنوبية، فضلا عن التوصل إلى اتفاق مع إيطاليا لإقامة معسكرات ممولة من الاتحاد الأوروبي للمهاجرين غير الشرعيين قبل ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. شكوك عميقة أكد موسكارت وجود خطة لإنشاء مخيمات مؤقتة للمهاجرين، بموجب اتفاق تم توقيعه الأسبوع الماضي بين إيطاليا وحكومة الوفاق، أثارت شكوكا عميقة وسط المنظمات الإنسانية، لأنه من غير الواضح كيف ستكون أوضاع المهاجرين الذين يعانون من صراعات سياسية أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية. كما دافع رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني عن الخطة، باعتبارها السبيل الوحيد لتخفيف الضغط على مرافق استقبال المهاجرين التي انتشرت في بلاده، وقال "ندرك جيدا الشواغل الإنسانية، لكنا تشاورنا مع وكالة اللاجئين التابعة للأمم والمنظمة الدولية للهجرة". كما حذّر من أن التقدم ربما يكون بطيئا مع الحكومة الليبية، لأنها تسيطر فقط على جزء من البلاد، ولا يمكن توقع تغير الوضع بصورة سريعة. استعداد للتعاون قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك "سيتم التعامل مع مختلف المبادرات مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، أما اتفاق إيطاليا وليبيا فهو علامة مهمة ومشجعة وتعني أن الأمور على وشك التغير نحو الأفضل. كما أفاد المتحدث باسم خفر السواحل الليبي، أيوب قاسم، بأن قواته ضبطت أكثر من ألف مهاجر قرب مدينة صبراتة غربي ليبيا خلال الأسبوع الماضي. مشيرا إلى أن المهاجرين يعبرون الطريق من ليبيا عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا، ويعد هذا الممر الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا، علما أن حوالي 181 ألف مهاجر عبروا المتوسط إلى إيطاليا عام 2016.