طرح الديمقراطيون في لجنة مجلس الشيوخ الأميركي الخاصة بالصحة والتعليم والعمل 837 سؤالا على المرشحة لمنصب وزيرة التعليم الأميركية، بيتسي ديفوس، التي اختارها الرئيس ترمب مؤخرا. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الوزيرة الجديدة التي تعتبر من الأثرياء، أبدت أداء ضعيفا في جلسة الموافقة على تعيينها. وأضافت الصحيفة "الديمقراطيون ليسوا سعداء"، حيث قال عضو مجلس الشيوخ باتيموراي -وهو ديمقراطي بارز في اللجنة- إن أكثر من 139 سؤالا من الأسئلة التي طرحت على ديفوس "لم تتم الإجابة عنها بشكل مرضٍ أبدا". وذكرت للصحيفة أن الأسئلة ركزت بشكل كبير على بعض المشكلات التي يعاني منها التعليم في الولاياتالمتحدة الأميركية، مثل ارتفاع معدلات التخرج لبعض المدارس الافتراضية مقارنة بالمدارس العادية.
سلسلة هزلية يقول الكاتب "آرون بالاس" في تحليله لجدل التعليم بين إدارتي ترمب وأوباما "منذ صغري وأنا معجب بالقصص المصورة الهزلية لSpy vs. Spy في مجلة Mad Magazine، حيث تمثل هذه السلسلة الهزلية جاسوسين من عصر الحرب الباردة، أحدهما يرتدي اللون الأبيض والآخر اللون الأسود، ويحاولان خداع بعضهما البعض. وعادة ما يتفوق جاسوس على الآخر، ولكن في بعض الأحيان لا تسري خططهما كما هو مخطط لها، مما يؤدي إلى فشلهما معا. ويضيف: لا بأس بمثل هذا الأمر في القصص الهزلية في مجلة مضحكة، ولكن مؤخرا بات هذا الأمر يحدث هنا في العالم الحقيقي، وذلك مع إصدار إدارة أوباما قرارات تنفيذية مؤلمة ومن ثم اتهام أعضاء مجلس الشيوخ الذين يعارضون القرارات بأنهم يرغبون في اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وحتى هذا الخوف لحق بنظام التعليم العام الأميركي، خصوصا بعد تعيين الرئيس ترمب، المليارديرة بيتسي ديفوس وزيرة للتعليم. سنوات عصيبة يرى "بالاس" أن تعليقات الوزيرة "ديفوس" في جلسة مجلس الشيوخ أثارت معارضة عنيفة في أرجاء أميركا، وكانت نابعة من سجلها الحافل بالدعم للمبادرات التي تخالف مفاهيم العديد من المواطنين للتعليم والحقوق المدنية، مضيفا "كان الإقرار المكتوب فرصة لها كي تثبت جدارتها في أعين اللجنة، خصوصا أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين يشكون في قدراتها". ويعلق "إذا اتفقت إجراءاتها الإدارية مع إجاباتها عن أسئلة اللجنة فأمامنا أربع سنوات عصيبة". ويذكر الكاتب أنه خلال الجلسة استعان أعضاء مجلس الشيوخ بموظفيهم في إعداد الأسئلة، لكن "ديفوس" كانت وحدها، مما أدى إلى إطلاقها تعليقات سيئة. ولكن في الإجابة عن الأسئلة المكتوبة استفاد كلا الجانبين من المساعدين، حيث حاول أعضاء لجنة الكونجرس التعرف عن رأي ديفوس بخصوص قضايا سياسة مختلفة. وردا على ذلك، كتب مساعدوها إجابات تسمح لها بأن تكون غامضة، فيما إذا كانت ستكمل دعم سياسات التعليم بعهد أوباما. الإجابات الجيدة تقول صحيفة "الواشنطن بوست" إن بعض إجابات ديفوس عكست سياسة بيانية محتملة وجيدة، فالإجابات البلاغية اشتملت على التزامها بالبيئات التعليمية الآمنة والداعمة لجميع الأطفال، بغض النظر عن عمرهم وصفاتهم الاجتماعية. وكتبت ديفوس "ببساطة فلنشارك أفضل في الممارسات التي تشجع الطلاب ليكونوا طيبين ومهذبين، ويعاملوا الآخرين باحترام وتقدير". وبعدها كتبت "أعتقد أن التحيز والتعصب أمران غير مقبولين ولا يمثلان أميركا". كما تعهدت "ديفوس" بزيادة تمثيل المرأة والأقليات لمزاولة المهن في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وطالبت باستخدام "بيانات معتمدة ودراسات قوية وتقييمات صارمة" كأسس في اتخاذ القرارات. وأشارت إلى أنها ستقترح على ترمب أن يستكمل مبادرة البيت الأبيض في جامعات وكليات السود التاريخية. واختتمت إجابات الأسئلة حول التعليم العالي "يجب ألا يتم التساهل مع الاحتيال. نقطة في آخر السطر. المحتالون موجودون -في المؤسسات العامة والخاصة- وعندما نكتشفهم علينا أن نتصرف بشكل حاسم كي نحمي طلابنا وكي نطبق القوانين".
الإجابات المراوغة أوردت "الواشنطن بوست" بعض إجابات وزيرة التعليم الجديدة التي اعتبرتها الصحيفة "مراوغة". وعلقت عليها بالقول "في بعض الحالات قد تكون ديفوس لم تكتشف بعد ما هو موقفها بخصوص بعض الأسئلة، كانت بعضها مفصلة جدا ونوعا ما غير عادلة. لقد كان من المنطقي لها أن ترفض التعليق على بعض اللوائح التنظيمية المعينة تحت "قانون كل الطلاب ناجحون" والذي قد تغيره أو تعدله. أكثر الإجابات مراوغة في رأي الكاتب، بالاس، هي التي أجابتها عن مسؤولية المدارس والكليات، حيث كانت ديفوس مترددة في أن تلتزم بجهود فيدرالية قوية كي تضمن بأن تتحمل كل مدرسة المسؤولية. بعد سؤالها عن الصعوبات المالية التي تشكلها المدارس المستأجرة والأهلية -معظمها هدفها الربح- قامت بتجاهل القضية، قائلة بأنها تعمل على "تحميل المدارس مسؤولية تعليم الطلاب". الإجابات السيئة جدا الإجابات الأكثر إثارة للقلق -بحسب بالاس- هي التي ركزت على دعم ديفوس الأعمى للمدارس المستأجرة الإضافية التي لها تاريخ غير جيد. وأشار منتقدو الوزيرة إلى دراسة حديثة بخصوص الأداء الأكاديمي "السيئ جدا" للمدارس المستأجرة الافتراضية، حيث قامت ديفوس بإنكار ذلك الدليل. كتبت "ديفوس" المدارس المستأجرة عالية الجودة تقدم خيارات قيمة للأسر، خصوصا لمن يعيش في المناطق النائية التي قد لا تتوافر فيها المدارس التي تستطيع تقديم مختلف المواد والخبرات التعليمية للطلاب". وبعدها أشارت إلى 7 أكاديميات افتراضية ذات معدلات تخرج عالية جدا تصل إلى 90% فأعلى. وقد بدت معدلات التخرج عالية جدا بشكل مبالغ فيه. واتضح أن الأرقام التي ذكرتها "ديفوس" لم تكن صحيحة، حيث إن معدلات التخرج الفعلية للمدارس التي ذكرتها في إقرارها المكتوب كانت أقل من المقبول. في الخطوة المقبلة ينتقل الترشيح بشكل كامل إلى مجلس الشيوخ الذي يحتوي على 52 عضوا جمهوريا، كان من المتوقع أن تتم الموافقة عليها، ولكن عضوين جمهوريين من مجلس الشيوخ قالا إنهما غير قادرين على التصويت لصالحها.