عقب انتهاء ملف وادي بردى بسيطرة قوات النظام عليها، إثر توقيع اتفاق يقضي بخروج فصائل المعارضة المسلحة مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب، كشفت عدة تقارير ميدانية وعسكرية عن وجود تنافس شديد يصل إلى مرحلة الصراع بين الروس والإيرانيين، حول تقاسم النفوذ في العاصمة دمشق وضواحيها. وبحسب المصادر المطلعة، تأتي هذه الخلافات بعد منع الروس عناصر ميليشيا حزب الله من دخول بلدة عين الفيجة، واكتفت بإدخال عناصر من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، التي يعرف أنها موالية بشكل كبير لروسيا، وهو ما يؤكد استياء موسكو من التحركات التي تسعى فيها ميليشيات إيران إلى فرض نفوذها على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. تعارض المصالح تصاعد الخلاف الروسي الإيراني مؤخرا، منذ أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية له على الجانب الشرقي لمدينة حلب، حيث سعت طهران لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات، إلى جانب الامتعاض الشديد الذي أبدته طهران في محادثات أستانة، وهو ما انعكس على فشله وعدم خروجه بنتائج مرجوة. وباتت العاصمة دمشق مطمعا للروس والإيرانيين، حيث أكد عدد من النشطاء الميدانيين دعم موسكو لعدد من الميليشيات العلوية التابعة للأسد داخل العاصمة، وتم نشر عدد منها في محيط السفارة الإيرانية الواقعة في منطقة المزة، ومدخل دمشق الغربي والشمال الغربي بمنطقتي السومرية وداريا والمعضمية، وذلك بسبب رفض الجانب الروسي وجود أي ميليشيات إيرانية يمكن أن يتعاظم نفوذها. تقليم الأظافر تشهد العاصمة السورية دمشق انتشارا واسعا لعناصر شرطة روسية وبعض الميليشيات الأخرى، يحيطون بالقصر الجمهوري ومبنى الأركان، وسط تزايد موجة الاعتقالات بحق المدنيين، في وقت تحاول فيه روسيا تقليم أظافر ميليشيات إيران من ريف دمشق ومرورا بمنطقة القلمون الغربي ومضايا والزبداني، فيما تخطط لحصر تلك الميليشيات في منطقة السيدة زينب، بعد أن كانت تسيطر على كامل الريف والعاصمة تقريبا، تمهيدا لتقليل وجودها في العاصمة ثم طردها، بدليل انتشار القوات الروسية والأفرع الموالية لها على غرار الفيلق الخامس، والفرقة الرابعة، والأمن العسكري، بكثرة في محيط دمشق، في وقت لا تزال ميليشيا حزب الله تملي أوامرها على الأفرع الأمنية في العاصمة، مستغلة بذلك ضعف الجيش النظامي وتراجع دوره العسكري والميداني.