بعد مرور أسبوعين فقط على قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن شركات الأدوية "تفلت من جريمتها" بشأن أسعار الأدوية، أطلقت "فارما" أحد أكبر الشركات الدوائية، أضخم حملة دعائية تستهدف تحسين صورة شركات الأدوية، بدون ذكر ما قاله ترمب على الإطلاق. وبدلا من الإشارة إلى موضوع أسعار الأدوية، الذي كان محور العديد من جلسات الكونجرس والقضية التي تمت مناقشتها في الحملة الرئاسية لترمب، وأحد أكبر مخاوف المستهلكين، إلا أن الإعلان التلفزيوني الأول ركّز على العلوم والمرضى وبطولة الباحثين، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. فجوة الأدوية قالت شركة الأبحاث وجهات التصنيع الدوائية في أميركا والمعروفة ب"فارما"، إن حملتها الجديدة ستكلفها ما يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات في كل سنة. وستسلط الضوء على مجالات الإثارة العلمية الحقيقية، حول العلاج المناعي لمرض السرطان وقوة الأدوية الشخصية وعلم الجينوم من أجل استهداف الأدوية للمرضى. وقال رئيس "فارما"، ستيف أوبل، في مؤتمر صحفي الإثنين الماضي، إن قطاع الأدوية لم يحكي قصته العلمية بشكل كاف. وإن الحملة المطبوعة والمنشورة على التلفاز وكذلك الإنترنت ستعمل على سد تلك الفجوة، شارحا للمستهلكين بأننا في "العصر الجديد من الطب". أسعار الرعاية أضاف أوبل: "لكن التركيز على الابتكار بدلا من الأسعار ما هي إلا إستراتيجية مألوفة، وذلك وفقا لما قاله مؤرخو الطب. "العصر الجديد من الطب" اليوم ما هو إلا عصر أدوية الماضي من مضادات حيوية وأدوية مضادة للسل وأدوية نفسية وأدوية مضادة لمرض السكري". لقد نجحت هذه الإستراتيجية عدة مرات في الماضي، ولكن قد يكون التوقيت هذه المرة لإيصال هذه الرسالة توقيتا خطيرا وسيئا. وتم إطلاق الحملة في الوقت الذي أصبحت فيها أسعار الرعاية الصحية قضية ملحة للملايين من الأميركيين، حيث إن الغموض لا يزال يحوط ما الذي سيحل محل قانون الرعاية الصحي. توضيح قيمة الأدوية قال أوبل إنه هذا التوقيت هو التوقيت المناسب. وذكر أن الصورة السلبية لشركات الأدوية ناجمة من عدد قليل من الشركات الشاذة التي رفعت أسعار الأدوية القديمة. وقام بتحديد مارتن شكريلي الرئيس التنفيذي الأسبق للشركة الدوائية Turing Pharmaceuticals الذي رفع سعر دواء قديم إلى 750 دولارا للقرص في وقت وجيز. وأكد أوبل أن الحملة ستركز أيضا على توضيح قيمة الأدوية. وهذا أيضا ليس بالأمر الجديد، كما قال مؤرخ الطب دومينيك توبيل بجامعة مينيسوتا في رسالة إلكترونية إنه منذ أواخر الخمسينات وقطاع الأدوية قد أوضح قيمة الأدوية من تقليل معدلات الوفيات، وحتى توفير تكاليف الرعاية الصحية عن طريق تقليل حالات التنويم، أو مطالبة الموظفين بالعودة إلى العمل بشكل سريع. قال توبيل رغم إن إستراتيجية التركيز على الابتكار قد تم استخدامها بنجاح على مر عشرات السنين إلا أن المستهلكين على علم أكثر بكيفية التسعير، مما سيجعل الشك يراودهم حيال قطاع الأدوية. ولكن إذا كان التاريخ هو الموجه فإن هذه الإستراتيجية قامت ببساطة بتأجيل القضية حتى المرة المقبلة التي تثار فيها قضية الأسعار.