أكد تقرير صادر عن مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي، أن ميليشيا حزب الله اللبناني التي تقاتل بالوكالة عن إيران في سورية، باتت تتخوف من ضياع المصالح التي حققتها خلال مشاركة مسلحيها في القتال على الأرض، وأن تتمخض المحادثات السياسية التي ستجري في عاصمة كازاخستان، أستانة في الثالث والعشرين من هذا الشهر عن تهميش الميليشيات على الأرض، وقد يتم استبعادها تماما من الواجهة. وأبان التقرير الذي أعده المحلل السياسي ألكسندر كورباي، أن روسيا طالما استفادت من خدمات الميليشيا اللبنانية في سورية، التي يصل عدد مقاتليها إلى نحو 10 آلاف مقاتل، حسب بعض التقديرات الميدانية، فضلا عن سقوط ألفي قتيل منها خلال المواجهات، وأكثر من خمسة آلاف جريح، لافتا إلى أن موسكو ترى في الحزب عاملا رئيسيا في الحفاظ على نظام الأسد، إلا أن الإصرار على المضي قدما في تطبيق الحل السياسي، لا شك يتطلب استبعاد كافة الميليشيات الأجنبية. أكبر الهواجس أوضح التقرير، أن الهاجس الأكبر لدى إيران حاليا والميليشيا الطائفية هو تهديد وتقويض مصالحها في سورية، بعد التفاوض حول إنهاء الأزمة في البلاد، مؤكدا أن إيران ستستخدم تلك القوة العسكرية لضمان عدم خسارة مصالحها في العراق وسورية ولبنان، ولو على حساب التغيير الديموجرافي لتلك المدن وتهجير السكان المحليين. وأشار التقرير إلى أن حزب الله كان يعلم هذه المخاطر التي سيواجهها، وعمد إلى تعزيز شبكاته المتغلغلة في سورية، لاسيما على طول الحدود السورية اللبنانية، مستغلا بذلك تهاوي النظام وضعف هيمنته العسكرية على الأرض، ليشرف على الشحنات العسكرية الإيرانية العابرة للأراضي السورية، ويؤمن معسكرات التدريب الخاصة به. بوادر الرحيل أكد كورباي أن روسيا لا تركز في تحالفها مع إيران وميليشياتها سوى على ضمان مصالحها الخاصة، وخلص إلى أن تلك المصالح تتركز في وجود حكومة مركزية قوية في دمشق، تسيطر على الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وليست لها مصالح في بقاء تلك الميليشيات التي يمكن أن تتسبب في إشكالات جديدة، لاسيما في ظل ما وضح في مرات سابقة عن رفض وسط قوات الجيش السوري لعناصر تلك الميليشيات، كما أن مطالب الثوار المتوافقة مع المطالب التركية بضرورة رحيل ميليشيا حزب الله من البلاد وكل المجموعات الأجنبية الأخرى الموالية للنظام، سوف تشكل حتما ضربة قاصمة لنفوذ إيران في المنطقة، في وقت دفعت فيه ميليشياتها أرواح الآلاف من عناصرها، وأموالا باهظة من أجل ضمان هذه اللحظة الحاسمة.