أعلنت السلطات الجزائرية حالة الطوارئ على حدودها الشرقية، خوفا من تسلل المجموعات المسلحة والمتشددين من تونس، التي تشهد خلال هذه الأيام اشتباكات بين الجيش ومسلحين متشددين بولاية القصرين قرب الحدود الجزائرية. وأوردت صحيفة "الشروق" أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ببلديتي الماء الأبيض والكويف، بعد أن تم تأمين الشريط الحدودي، على طول مسافة تتجاوز 300 كيلو متر، حيث تم إنجاز ما لا يقل عن 20 مركزا متقدما، الكثير منها يعمل بالكاميرات الحرارية، إضافة إلى إنشاء قاعدة طيران تابعة لسلاح الدرك الوطني، وهو السرب الذي يغطي كامل الشريط الحدودي من ولاية الطارف إلى ولاية الوادي. وأضافت نقلا عن جهات أمنية أن أجهزة الأمن رصدت منذ أيام أن الإرهابيين الذين تسللوا من ليبيا إلى تونس، وقد طلبوا من قيادة الجماعات الإرهابية بالجزائر الدعم لفك الحصار عليهم في ولاية الكاف. وتابع المصدر الإعلامي قائلا "للحيلولة دون تسلل هؤلاء إلى الجزائر أو تونس، تم تشديد الحراسة والدفع بقوات الجيش إلى الحدود، عبر كل الولاياتالشرقية من ولاية تمنراست جنوباً إلى ولاية الطارف شمالاً، كما تم استعمال طائرات حربية لمسح الحدود". عام التحدي قالت مصادر جزائرية إن المصالح الأمنية بولاية تبسة، تحركت عبر البلديات الحدودية، ووضعت حواجز ثابتة، تعمل على مدار الليل والنهار، وتقوم بتفتيش صارم لكل المركبات المشتبه فيها، وإخضاع الكثير من الأشخاص إلى التعريف بالوسائل التكنولوجية الحديثة، التي زوّدت بها مختلف الحواجز، على غرار بلديتي الماء الأبيض والكويف". كما أكد وزير الداخلية، نور الدين بدوي خلال إشرافه على تدشين بعض المقرات الأمنية والإدارية أن العام الحالي سيكون عام التحدي لمجابهة التحديات والتهديدات الإرهابية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، اللذين تنعم بهما الجزائر، خاصة على المناطق الحدودية، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى بؤر توتر أمني، بسبب ما تعيشه بعض دول الجوار". تفكيك خلايا إرهابية تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس التونسي، بمنطقة النفيضة في ولاية سوسة الساحلية، من ضبط خلية إرهابيّة بمدينة هرقلة، تتكوّن من 13 عنصرا، تتراوح أعمارهم بين 22 و43 سنة. وأكدت وزارة الداخلية في بلاغ أن الموقوفين اعترفوا عند التحري معهم بعقدهم اجتماعات سرّية بأحد مساجد المدينة، وقيامهم بتسفير حوالي 12 شابا إلى بؤر التوتر، للانضمام إلى الجماعات الإرهابيّة. وكانت فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس التونسي، تمكنت في ولاية سليانة، شمال العاصمة، من تفكيك خلية إرهابيّة تتكون من خمسة عناصر، ومصادرة حاسوب وعدد من المطويّات وكتب ذات منحى تكفيري. ووفق بلاغ صادر عن وزارة الداخلية، فإن الأبحاث بيّنت أن الخليّة تعمل على استقطاب الشباب لتبني الفكر التكفيري، كما اعترف أحد عناصرها بتلقيه أموالاً من متطرف يقيم بإحدى الدّول الأوروبية، وتم احتجاز أفراد الخليّة ومباشرة محاكمتهم بتهمة "تكوين خليّة استقطاب لأغراض إرهابيّة ومخالفة قانون المساجد".