نفذت قوات الأمن التونسية إحدى أكبر عملياتها منذ سنوات، وأعلنت قتل إرهابيَين خطرين وتوقيف 16 آخرين، وذلك في محافظة أريانة القريبة من العاصمة. وأشارت وزارة الداخلية في بيان أمس، إلى «القضاء على مسلحَين إرهابيين خطرين»، لم تقدم تفاصيل عنهما فوراً، وذلك «خلال عملية أمنية معقدة في منطقة المنيهلة» في محافظة أريانة. ولفت البيان إلى «إلقاء القبض في العملية ذاتها على 16 مطلوباً خطراً، ومصادرة كمية من الأسلحة»، بينها رشاشات «كلاشنيكوف» ومسدسات، إضافة إلى قنابل يدوية وذخيرة. وأكدت الوزارة أن العملية أطلقت على إثر «معلومات استخباراتية عن عناصر إرهابية أتت من مناطق مختلفة من داخل الجمهورية وتجمعت في العاصمة وتحديداً في منطقة التضامن (في أريانة) للتحضير لعمليات ارهابية متزامنة». وأبلغ شهود في المنطقة «الحياة» أن القتيلين ورفاقهما الموقوفين، تجمعوا في منزل في مدينة المنيهلة الواقعة شمال العاصمة منذ أسبوع، ولم تلاحظ عليهم تحركات مشبوهة وكان مظهرهم عادياً من دون لحى أو ملابس أفغانية ولم يرتادوا المسجد خلال إقامتهم في المدينة. ويُذكر أن الانتحاري حسام العبدلي الذي فجر في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 باصاً لعناصر الأمن الرئاسي في قلب العاصمة تونس، كان يقطن أحد الأحياء الشعبية الفقيرة في مدينة المنيهلة. وأسفر الهجوم في حينه عن قتل 12 أمنياً كانوا على متن الباص، في هجوم تبناه تنظيم «داعش»، وكان أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد. وأتت العملية الأمنية شمال العاصمة أمس، غداة تفكيك الوحدات الأمنية في محافظة المهدية الساحلية (وسط شرق)، «خلية تكفيرية تتألف من ثلاثة عناصر يعملون على استقطاب الطلاب المحليين ونشر الأفكار المتشددة في أوساطهم»، كما أفاد بيان لوزارة الداخلية. واعترف الثلاثة «بأنهم بايعوا تنظيم داعش»، وأنهم «ينشطون على شبكة الانترنات للترويج لعمليات التنظيم عبر حسابات في مواقع التواصل الإجتماعية». وأوردت الوزارة في بيان أنه «بعد تحريات معمقة، اعترف أحدهم بنشاطه ضمن خلية تكفيرية في محافظة قبلي (جنوب غربي) تضم ثلاثة عناصر تخطط لاستهداف رجال الأمن والعسكريين المحليين، بواسطة السلاح الأبيض». وأشار البيان إلى أن اثنين من الموقوفين «رصدا عدداً من الأمنيين تمهيداً لتصفيتهم». وليل أمس قتل أربعة دركيين في عملية لمكافحة الارهاب بولاية تطاوين (جنوب) الحدودية مع ليبيا. وقالت وزارة الداخلية «ان وحدات من الحرس الوطني (الدرك) تبادلت إطلاق النار مع «عنصريْن ارهابييْن» في منطقة المعونه بمعتمدية الصمار من ولاية تطاوين و«تمّ القضاء على عنصر إرهابي في حين فجّر العنصر الإرهابي الثاني نفسه بحزام ناسف ما أسفر عن إستشهاد» ضابطين وعنصرين في الحرس الوطني. وتتزامن هذه العمليات مع حملة اعتقالات واسعة تنفذها السلطات في مختلف محافظات البلاد في صفوف محسوبين على التيار السلفي الجهادي انضموا إلى خلايا تخطط لهجمات في تونس، كما تنفذ الوحدات الأمنية والعسكرية عمليات تمشيط واسعة النطاق في الجبال المحاذية للحدود التونسية - الجزائرية.