في وقت صعدت قوات النظام السوري غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة على منطقة وادي بردى قرب دمشق صباح أمس، مع استمرار الهدنة الهشة التي تشهدها الجبهات الرئيسية في سورية منذ أسبوع، أعلنت رئاسة الأركان العامة الروسية، سحب حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" وطراد "بطرس الأكبر" ومجموعة السفن المرافقة لهما من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية أمس، عن الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان الروسي قوله: إن حاملة الطائرات والطراد والسفن المرافقة لهما تركوا التجمع العسكري الروسي في سورية". وأشارت الوكالة إلى أن "تقليص القوات الروسية العاملة في سورية يأتي تنفيذا لأوامر صدرت عن الرئيس فلاديمير بوتين القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية". من جهته، قال قائد القوات الروسية في سورية، أندري كارتابولوف، إن حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف، تمكنت من تدمير ألف و252 هدفًا، وأجرت 420 طلعة جوية، خلال شهرين، وهي مدة تواجدها في الساحل السوري. ويرى مراقبون أن تخفيض روسيا قواتها في سورية، ربما تكون ضمن اتفاقات أولية كبادرة حسن نية من جانب موسكو، من أجل تفعيل الخطوات التي من شأنها التمهيد لمفاوضات أستانا، فيما يرى قطاع آخر أن روسيا لم تعد بحاجة إلى وجود قطع بحرية كثيرة في البحر المتوسط، لأنها ربما تكون انتهت من اتخاذ إجراءاتها اللازمة بشأن تجهيز وإعداد قاعدة طرطوس العسكرية الروسية وتسليحها جيدا. إضافة إلى أن القوات الروسية جرّبت قصف مواقع في سورية من البحر الأسود، وبالتالي، فهي قادرة على تعويض أي نقص يحدث بسبب سحب حاملة الطائرات والطراد بطرس الأكبر. وذهب هذا القطاع من المراقبين إلى أن موسكو ربما تكون شعرت في الفترة الأخيرة بزيادة الإنفاق وبعبء مالي، ثم شرعت في تقليص جانب من النفقات العسكرية، خاصة أن بعض الدول الأوروبية أعلنت رفضها تزويد القطع البحرية العسكرية الروسية في البحر المتوسط بالوقود. تصعيد الغارات قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام صعدت غاراتها أمس، على عدة أنحاء في منطقة وادي بردى"، مشيرا إلى "إلقاء الطيران الحربي عشرة براميل متفجرة على الأقل على المنطقة". وأضاف أن تصعيد القصف الجوي تزامن مع "فتح قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني جبهة معارك جديدة مع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام شمال غرب وادي بردى بعدما كانت المعارك متركزة جنوب شرق المنطقة". وأحصى المرصد مقتل طفل برصاص قناصة من قوات النظام في وادي بردى أول من أمس، تزامنا مع مقتل ثلاثة آخرين، بينهم طفل جراء قصف لقوات النظام استهدف منطقة الغوطة الشرقيةلدمشق، التي تشهد معارك بين قوات النظام وفصائل معارضة موقعة على اتفاق الهدنة. ويشهد وادي بردى منذ 20 ديسمبر الماضي معارك مستمرة بين الطرفين، إثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تعد خزان مياه دمشق. وتسببت المعارك وفق المرصد بتضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية مما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين. وصفت الأممالمتحدة أول من أمس، انقطاع المياه عن 5,5 ملايين نسمة في دمشق بسبب المعارك الدائرة بين النظام السوري وقوات المعارضة، بأنه "جريمة حرب". تشجيع أميركي للسلام أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الولاياتالمتحدة تشجع محادثات السلام السورية التي تعد روسيا لعقدها في وقت لاحق من الشهر الجاري في أستانا عاصمة قازاخستان وتأمل أن تسفر عن تحقيق خطوة في اتجاه السلام. وقال كيري في مؤتمر صحفي إنه تحدث مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وإن الهدف مازال "الوصول إلى جنيف، حيث الجوهر الحقيقي للمحادثات"، مضيفا أن وقف إطلاق النار في 30 ديسمبر الماضي الذي أبرم بوساطة روسيا وتركيا واجه صعوبات بسبب الانتهاكات العديدة. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريح صحفي أدلى به مساء أول من أمس، قبيل لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، على ضرورة فرض عقوبات على منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، مشيرا إلى أنه من دون فرض العقوبات، فلن يتم إطلاق المرحلة السياسية في أستانا وجنيف".