في خطوة تشير إلى انفراج نسبي في العلاقات المتوترة بين باكستانوالهند، تبادل البلدان أول من أمس، اللوائح التي تحدّد مواقع المنشآت النووية العسكرية والمدنية لكل منهما. ونقلت وسائل إعلام عن بيان للخارجية الهندية، أن البلدين تبادلا لوائح مواقعهما النووية، بموجب اتفاقية وقعتها رئيسة الوزراء السابقة، بي نظير بوتو، مع نظيرها الهندي، راجيف غاندي، عام 1988 وتنص على التزام البلدين بعدم الهجوم على المنشآت النووية في حالة اندلاع حرب بينهما. وفيما قالت تقارير إن مختلف الحكومات الباكستانيةوالهندية التزمت بالاتفاقية على مدار 29 عاما، رغم التوترات الشديدة التي شابت العلاقات بين البلدين، خاصة خلال حرب كارجل في مايو سنة 1999، إضافة إلى تبادل إطلاق النار على طول الخط الفاصل بكشمير، في النصف الأخير من العام الماضي، أكد مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في ظل رغبة نيودلهي بإقناع إسلام أباد بإطلاق سراح سجناء ألقت الأخيرة القبض عليهم بتهمة التجسس، بما في ذلك حميد نهال أنصاري، وجادهاف. وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت جادهاف بإقليم بلوتشستان في مارس الماضي، بعد أن رصدت تحركاته في ميناء "جابهار" الإيراني، حيث كان يدعم المتمردين البلوش. ونقلت وسائل الإعلام اعترافاته بأنه يعمل في البحرية الهندية، وأن أجهزة المخابرات جندته لدعم التمرد البلوشي الذي تقوده منظمة جيش تحرير بلوتشستان المحظورة. ملاحقة خلايا نائمة رغم نفي الهند لاعترافات جادهاف إلا أن الجانب الباكستاني ظل متمسكا بأنه يشكل خطرا على الأمن القومي، بعد أن أفلح في تشكيل العديد من الخلايا النائمة في بلوتشستان وكراتشي للقيام بأعمال تخريبية ضد باكستان، وأن السلطات الأمنية لن تطلق سراحه حتى تحصل على كافة المعلومات منه حول تلك الخلايا. وفي نفس السياق، وحسب المراقبين، فقد رفضت إسلام أباد إطلاق سراح الجاسوس حميد نهال أنصاري، كونه مسؤولا عن دعم التمرد البلوشي في باكستان، وكان يعمل من إحدى القنصليات الهندية في أفغانستان. العلاقات مع أفغانستان وجَّه الرئيس الأفغاني، أشرف غني، دعوة رسمية لرئيس أركان الجيش الباكستاني الجديد، الجنرال قمر جاويد باجوه، لزيارة كابول، فيما وصف مراقبون الدعوة بأنها خطوة إيجابية في العلاقات بين البلدين. وحسب المتحدث باسم الجيش، الجنرال عاصف غفور، فإن الدعوة جاءت في اتصال هاتفي بين الرئيس الأفغاني ورئيس أركان الجيش الباكستاني الذي قبل الدعوة، مؤكدا حرص قواته على تطوير العلاقات الثنائية بلين البلدين، بما يؤدي لإقرار السلام في منطقة جنوب آسيا برمتها.